20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.07°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.07°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

ترامب وبيع الوهم للمغفلين

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيلتقي في قمته بالعربية السعودية مع مجموعة من المغفلين الذين لا يتعلمون من تجارب الماضي، ولا يدركون أن ترامب سيبيعهم اوهاما كما باعها لهم من قبل باراك اوباما الرئيس الامريكي السابق.

اوباما عندما اعتلى سدة الحكم في أمريكا قبل نحو ثماني سنوات ألقى خطابه الشهير في جامعة القاهرة، وأختار مصر كي تكون مدخله للمنطقة العربية، لأن الإدارة الأمريكية كانت تعتقد أن مصر قوية لدرجة أنها يمكن أن تكون الجسر الذي تعبر من خلاله أمريكا الى المنطقة،  وكان اوباما يدرك أن نظرة العرب والمسلمين إلى امريكا في أسوأ حالاتها تماما كما يدرك اليوم ترامب الحالة والعلاقة بين أمريكا والعالم العربي، وهذا السوء ليس على مستوى النظام العربي بل على مستوى الشعوب العربية وهذا الأخطر،  لأن علاقة النظام العربي على حُسنها ليست التعبير الحقيقي عن نظرة الشعوب إلى أمريكا؛ لأن امريكا تعلم أن هناك انفصالا ما بين الشعوب العربية وأنظمتها المختلفة.

اوباما في جامعة القاهرة القى خطابا ناعما فياضا بالعبارات المنمقة والعواطف الكذاب دغدغ فيها عواطف المغفلين ممن ظنوا أن أمريكا مقبلة على العرب والمسلمين، وأن أوباما سيقود مرحلة جديدة من الاهتمام بالحقوق العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وظنوا أن الأمور مقبلة على انفراجة، وأن اوباما سيضع حدا للأطماع الصهيونية،  ومضت سنوات اوباما الثماني دون أن يغير شيئا في السياسة الامريكية بل شهدت العلاقة العربية الامريكية مزيدا من عدم الثقة وتبين للمغفلين أن أوباما كان اكثر رؤساء امريكا خداعا للعالمين العربي والاسلامي.

الإدارة الأمريكية في عهد اوباما أطلقت غول داعش الذي هددت به الأنظمة العربية واخافتها حتى تستمر السيطرة الأمريكية على المنطقة العربية ويبقى البيت الأبيض محج كل الأنظمة لأنها بحاجة إلى حماية النظام من قبل أمريكا،  فمثلا : تحدث اوباما عن الرحيل عن العراق،  فهل رحل؟،  تحدث عن حل للقضية الفلسطينية فهل تحقق هذا الحل؟،  دخل على خط سوريا ولفظيا أيد الثورة الشعبية؛ ولكنه ترك النظام يقتل شعبه ويدمر قوته، ايد حق الشعوب في التعبير عن نفسها والثورة على الدكتاتورية؛ ولكنه ساند الانقلاب في مصر وايد قادته، واعتبره شرعيًا، ولم يحرك ساكنا على موت الديمقراطية وحبس رئيس منتخب ديمقراطيا وساند الدكتاتورية والانقلاب، وقضايا كثيرة.

اليوم ترامب يمارس التخويف والارهاب للنظام العربي من خلال خلق ما يسمى بحربه على الارهاب، ووقف التدخل الايراني في منطقة الخليج، وإقامة تحالف سني حسب زعمه وزعم قادة الانظمة العربية،  نفس سياسة إبقاء السيطرة الأمريكية على المنطقة؛ ولكن لكل إدارة وهم يناسب المرحلة، بالأمس داعش، واليوم الارهاب والتطرف والخطر الإيراني،  وجوه متعددة ومسميات مصنوعة والهدف هو السيطرة وإبقاء التبعية للإدارة الأمريكية،  وسمعنا عن معاهدة الدفاع المشترك بين أمريكا والامارات، وعن صفقات الاسلحة واتفاقيات التجارة بين السعودية وأمريكا والتي قدرت بمئات المليارات السعودية.

قمة الأمريكية العربية الاسلامية وما سبقها من قمة أمريكية سعودية وقمة أمريكية خليجية هي تكريس للهيمنة الأمريكية على المنطقة وإبقاء سياسة التخويف مع استمرار التسويف في القضية الفلسطينية،  وعدم السعي نحو حل لها ولو وفق رؤية المتنازلين عن الحقوق الفلسطينية حتى يكمل الاحتلال مشروعة التهويدي.

ترامب لن يقدم حلا في هذه الأوقات وكل ما يهدف إليه في هذه المرحلة هو ابقاء التبعية ودعم اقتصاده من أموال العرب ثم الدفع نحو تطبيع علاقات العرب مع الاحتلال سياسيا واقتصاديا (اعتراف بالاحتلال) ثم في المرحلة الاخيرة يسعى نحو تصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال في الحل القائم على التوطين والوطن البديل.