20°القدس
19.8°رام الله
18.86°الخليل
24.89°غزة
20° القدس
رام الله19.8°
الخليل18.86°
غزة24.89°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

ترمب.. مليارات الشرق وخيبة أمل في الغرب

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

غرد ترمب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالقول «لقد عدت اليكم بالمليارات من الشرق الاوسط». الانجاز الذي يعول عليه الان لمواجهة التحديات التي تنتظره في واشنطن، وعلى رأسها الاقتطاعات الكبيرة في الموازنة التي اجراها صهره جاريد كوشنر، والتي تمس الرعاية الاجتماعية، وتزيد من معاناة الفقراء في امريكا.

الاخطر من ذلك ان عودة ترمب تترافق مع فضيحة جديدة تمس طاقم إدارته، واكثر المقربين: صهره وزوج ابنته كوشنر بعد تسريبات كشفت تورطه ببناء قنوات اتصال سرية مع روسيا.

المليارات والعقود الافتراضية التي وقع عليها ترمب في المنطقة العربية ستخضع لتمحيص وتدقيق من قبل الكونغرس الامريكي ولجانه، معززة بالشكوك المتعلقة بنزاهة إدارته، كما أنها ستتعرض لتدقيق في العمولات، ومدى صحة العقود وتوافقها مع القوانين الامريكية؛ فالعقود لم توقع في واشنطن، وستخضع لرقابة مشددة؛ وهي مسألة حاول ترمب تجاوزها بالقول إن المليارات التي يحملها معه ستوفر فرص العمل للأمريكان، فهل ينجح في عقد صفقة مع الشارع الامريكي لتمرير موازنته ام ان ذلك غير كاف؟

انتصارات ترمب في الشرق الاوسط لم تقابل بفتوحات وانتصارات مشابه في اوروبا؛ إذ عاد الرجل بخيبة امل كبيرة، وبمزيد من الصور والتغطية الاعلامية السلبية في القارة الاوروبية؛ فالخبراء والمراقبون اتفقوا بأن ترمب لم يحقق إنجازًا يذكر في اوروبا، سواء في اجتماع دول الناتو أم دول G7 في صقلية، كما ان لقاءاته البابا في الفاتيكان لم تخلُ من ملامح الفتور والتوتر رافقت الزيارة.

زيارة ترمب لأوروبا لم تصل الى نتائج تساعد على بناء استراتيجية مشتركة بين الدول الاوروبية والولايات المتحدة؛ فالهجرة واللجوء، وضرورة مواجهتها بالتنمية في القارة الافريقية قوبلت بالرفض من ترمب، في حين ان هوس ترمب كان منصبا على شن مزيد من الحملات المقدسة على الارهاب، وإشعال مزيد من الجبهات.

الاوروبيون لم يستطيعوا اقناع ترمب بشيء من أولوياتهم واهتماماتهم لدرجة ان الرجل هدد بالانسحاب من اتفاقية التغير المناخي، ليضع عائقًا جديدًا في العلاقة مع فرنسا صاحبة الانجاز الكبير في هذا المجال بُعيد عقدها قمة المناخ قبل اكثر من عامين.

ترمب عاد بخفي حنين من القارة الأوروبية، لكن جعبته لم تخلُ من بضعة مليارات جلبها من الشرق الاوسط؛ مليارات ستخضع لتدقيق من الكونغرس الامريكي؛ فترمب ما زال في المربع الاول لم يتجاوزه بعد، وصدامه مع الأوروبيين من الممكن ان يمثل مقدمة لسلسلة من التحديات الجديدة، والفشل في السياسه الخارجية، تمتد الى جنوب شرق اسيا وافريقيا، والاهم من ذلك ان فضائح كوشنر قد تتحول من فضائح أمنية الى فضائح مالية كبرى تعم ازمة الادارة الامريكية وحساباتها.