20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.07°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.07°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

تعليق إضراب الأسرى ودور رام الله وكفالة نتنياهو للاتفاق

إبراهيم حمامي
إبراهيم حمامي
إبراهيم حمامي

في ظروف غاية في التعقيد وبصمود أسطوري خاض الأسري الفلسطينيون في سجون الاحتلال إضراباً عن الطعام استمر لمدة 40 يوماً

أصر المضربون خلال تلك الفترة وبعزيمة لا تلين أن الجهة الوحيدة المخولة للتفاوض بشأن مطالبهم هي الأسير مروان البرغوثي

حاولت سلطة رام الله وبكل الطرق والوسائل التفاوض نيابة عن الأسرى وسحب الملف من مروان البرغوثي، لكن محاولاتها حتى صباح اليوم فشلت

لم يحظ إضراب الأسرى بأي دعم رسمي سياسي أو إعلامي من قبل سلطة رام الله، وتجاهل محمود عبّاس الإضراب تماماً، ولم يأت على ذكره في أي من لقاءاته

وصل الأمر حد التآمر على الإضراب وهو ما أخرج فدوى البرغوثي عن صمتها لتتهم في اليوم الثلاثين للإضراب "أطرافاً داخل حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية بمحاولة إفشال الخطوة النضالية للأسرى المضربين عن الطعام داخل السجون"، لتضيف "أنها علمت بتحرّكات سياسية لإجهاض الإضراب و"بشكل عاجل"

ابن الأسير مروان البرغوثي بدوره وفي تدوينة له على صفحته يوم الاربعاء 24/05/2017 كتب ليقول: «مش حاكيين تحقيق مطالبهم!! ولا ترويحتهم!!! ولا تحقيق الأهداف اللي انسجنوا عشانها!!! ولا قدس ولا لاجئين ولا مياه ولا مستوطنات ولا حدود!!!».

وأضاف:« زيارة أسير في السجون لطمأنة عائلته!!! لماذا بقاء هذه السلطة إذًا؟»

واستطرد :«لو لم تكن السلطة موجودة لكان الاشتباك مع الاحتلال في كل شارع وكل حارة!!! ولكانت مجموعة من ٥ شباب قادرة على فعل شيء للضغط على الاحتلال! بالتأكيد لكان التضامن أكبر».

وختم تدوينته بقوله:« إضراب الكرامة يفتح سؤلاً مهماً على مصراعيه! لماذا هي السلطة بدون سلطة!"

صعّد المضربون من مطالبهم ليعلنوا أنهم سيتوقفون عن شرب الماء والملح مع بداية شهر رمضان المبارك

كذلك صعّدوا من سقف مطالبهم في حال رفض سلطات الاحتلال الاستجابة لمطالبهم الصلية ليضيفوا بندي اعتبارهم أسرى حرب ونقلهم للأراضي المحتلة

كل هذا استدعى تحركاً بشكل عاجل من قبل سلطة رام الله لإنهاء الإضراب وبأي ثمن، بل استبق الإعلان النهائي بداية الاحتفالات في ثوري فتح وكأن الأمر تحصيل حاصل

صباح اليوم وبشكل مفاجيء تم الإعلان عن "تعليق" الإضراب من قبل جمال محيسن، بعد أن تم تسريب الخبر قبل إعلانه ليشيع أجواء من البهجة المستحقة لدى عائلات الأسرى المضربين، وليتم تمرير ما أرادته سلطة رام الله

لم يتم الإعلان نهائياً عن ماهية المطالب التي تم تلبيتها، وما هو الإنجاز الذي تحقق، لكن كان من الواضح أن الهدف كان إنهاء الإضراب بأي شكل وبأي ثمن

المفاوضات تمت بين سلطة رام الله والاحتلال، وفرضت فرضاً على مروان البرغوثي بعد أن أصر زملاؤه على وجوده في المفاوضات

وإليكم المفاجأة التي أعلن عنها قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني ليقول "التطور الحاصل في مجريات الحوارات الأخيرة بين قادة إضراب الأسرى الفلسطينيين وإدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي كانت بكفالة من الحكومة الإسرائيلية ومن رئيسها بنيامين نتنياهو" نعم يا سادة نتنياهو هو الضامن والكفيل!!

 

الأسير مروان البرغوثي لم يتحدث مع زوجته فدوى، كما كان متوقعاً لإعلان إنهاء الإضراب، فيما أكدت المصادر، أن هناك سجوناً لم تبلغ بإنهاء الإضراب، حتى الآن، وكل المعلومات ليست مباشرة من الأسرى المضربين لأن اليوم السبت، ولا توجد زيارة محامين أو تنقلات تسمح بتسريب المعلومات والاطلاع على حيثيات كل ما جرى

هذا هو الإضراب الأول الذي تعلن السلطة الفلسطينية عن نهايته، وليست هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني كما جرت العادة

لم تعلن حتى اللحظة بنود الاتفاق أو تفاصيله التي بقيت طي الكتمان لدى حسين الشيخ

اختيار يوم السبت للإعلان ليس مصادفة حيث لا زيارات للأسرى ولا تواصل معهم وهو ما أكدته فدوى البرغوثي قائلة: "الأهالي غير مطلعين على بنود الاتفاق حول تعليق الإضراب، لكن ما وصلنا هو أن الأسرى حققوا غالبية المطالب، وتم تشكيل لجنة لمتابعة بقية المطالب مؤكدة أن اليوم السبت ولا يوجد زيارات، وعندما يزور المحامون الأسرى سيكون بين أيدينا بنود الاتفاق"

هذا الغموض والإسراع في الإعلان مع غياب التفاصيل كان سبباً لنشر الإعلام العبري ما يشاء من قصص وروايات حقيقية أو غير حقيقية، في ظل تواطؤ واضح من قبل سلطة رام الله التي لم ترد على تلك الادعاءات

وهذه عينة من الادعاءات الاسرائيلية التي يُقصد منه ضرب المعنويات والتقليل من إنجاز الأسرى:

يديعوت احرونوت:

"وفقاً لمصلحة السجون لم يكن هناك مفاوضات بينها وبين قيادة الإضراب ولكن قيادة السلطة الفلسطينية بذلت جهوداً كبيرة في الأيام الأخيرة لإقناع قادة الإضراب بإنهاء الإضراب قبل شهر رمضان وفعلا وفقاً لما أعلنته مصلحة السجون جمعت قيادة مصلحة السجون قيادة الإضراب أمس في سجن ايشل في بئر السبع ومن ضمنها مروان البرغوثي حيث أعلنوا عن تعليق الإضراب دون أن توافق مصلحة السجون على مطالبهم وأن ظروفهم ستعود لما كانت عليه قبل الإضراب وان الإنجاز الوحيد هو زيارة أهل ثانية خلال الشهر كان الصليب الأحمر قرر الغاءها لعدم وجود ميزانية وليس مصلحة السجون وبعد أن تعهدت السلطة الفلسطينية بتمويل هذه الزيارة على حسابها قرر الصليب الأحمر استئناف هذه الزيارات.

ووفقاً لمصلحة السجون شارك في الإضراب حوالي 1550 أسيرا استمر منهم من البداية والنهاية حوالي 850 بينما انسحب الباقون وانضم غيرهم أثناء الإضراب.

وعبرت قيادة مصلحة السجون عن سعادتها بانتهاء الإضراب دون أي إنجاز للبرغوثي.

ووفقاً لما اوردته صحيفة هآرتس وعدت مصلحة السجون بنقاش بعض المطالب لاحقاً مثل مواعيد اغلاق الاقسام ليلاً ونظام الطعام واعداده وكذلك الدراسة الجامعية الممنوعة ،وذكرت هآرتس انه خلال الاسابيع الاخيرة التقى مسؤولون كبار في جهاز الشاباك الاسرائيلي مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية ناقشوا فيها مطالب الاسرى مع اصرار على عدم التفاوض مع مروان نفسه" - انتهى تقرير الصحيفة العبرية

لم يتأخر استثمار سلطة رام الله لإنهائها الإضراب بهذا الشكل، ولتحجيم دور مروان البرغوثي وسحب ورقة قيادة الأسرى منه حيث المجلس الثوري لحركة فتح على إعتماد الأسير كريم يونس عضوا في اللجنة المركزية وبالإجماع

كريم يونس هو أقدم أسير فلسطيني وعميد الأسرى وله جماهيرية شعبية خاصة بين الأسرى، لكن دوره القيادي تقلص بوجود مروان البرغوثي مروان كعضو لجنة مركزية، ولإعادة الدور القيادي والتنظيمي له كان لا بد من إعتماده عضوا في اللجنة المركزية، وسيتبع ذلك قرارا للجنة المركزية بإسناد ملف الأسرى لعضو اللجنة المركزية كريم يونس بدلاً عن مروان البرغوثي

ورغم كل ما سبق فإن الموقف يتلخص في التالي كما كتب د. رامي عبدو:

هذا الإضراب فارقة في تاريخ الإضرابات المطلبية للأسرى، لن يكون هناك هوامش نجاح أكبر في أية إضرابات مستقبلية.

تُرك الأسرى وحدهم دون إسناد رسمي وفصائلي وشعبي وهو ما جعلهم يبحثون عن مخرج.. أي مخرج.

تولت السلطة الفلسطينية عملية التفاوض وأرسلت قيادتها إشارات الاحتفال بإنهاء الإضراب باكرًا قبل أن يتم استشارة البرغوثي (تصريح عباس، ومشاهد احتفالية في اجتماع الثوري).

يبدو أن هناك عدم رضى داخل صفوف الأسرى لعدم تحقيق سوى مطلب واحد (الزيارة الثانية) وهو الأمر الذي نتج عنه "تعليق" وليس إنهاء.

كرست السلطة الفلسطينية دورها عبر تمويل الزيارة الثانية كسلطة تمويل الاحتلال

كل التحية والتقدير للأسرى الأبطال

ونسأل الله أن ينعموا بالحرية قريباً

ولا نامت أعين الجبناء