تُعد القطايف من الحلويات الشعبية الفلسطينية، والفاكهة المحببة لهم في شهر رمضان المبارك، حيث يتزين بالقطايف الجلسات الرمضانية الغزية بعد الإفطار، وباتت طبقاً رئيسياً من حياة أهل غزة فيما يتعلق بالطعام والمأكولات، لما لها من شعبية خاصة في هذا الشهر.
فقد اعتاد الغزيون على شراء حلويات القطايف التي تشتهر في شهر رمضان بشكل خاص، حيث تشاهد طوابير مزدحمة من المواطنين على محلات بيع القطايف التي تنتشر في كل مكان في قطاع غزة، ما يجعل جميع المنتظرين على عجلة من أمرهم كي يعودوا إلى بيوتهم قبل موعد آذان المغرب.
فاكهة رمضان
تعتبر محلات عقل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة أشهر العائلات صنعا لحلويات القطايف في محلاتهم المعروفة بالمخيم، فمنذ عشرات السنين تعج محلات قطايف عقل بالمواطنين طوال اليوم، فالجميع في النصيرات يعرف محلات عقل التي تختص في شهر رمضان بصناعة القطايف التي اشتهرت باسم "قطايف عقل"، فخبرة الآباء توارثها الأبناء والأحفاد.
وعلى غرار قطايف عقل، تشتهر عائلة الحاج أبو خالد الرزي بصناعة وبيع القطايف في سوق النصيرات الشعبي، حيث تحرص عائلة الرزي كل عام على امتهان مهنة بيع القطايف.
ويشير الشاب أحمد الرزي إلى أن بيع القطايف خلال شهر رمضان يوفر لعائلته مصدر دخل مناسب طيلة شهر رمضان، مشيرا إلى إقبال سكان غزة على القطايف بشكل كبير خلال شهر رمضان.
وحول ما يميز حلويات القطايف في شهر رمضان اعتبر الرزي سبب إقبال المواطنين على شراء القطايف، باعتباره فاكهة رمضان بالنسبة لهم، وجميع شرائح المجتمع يشترونها، فلا بيت يخلو منها خاصة في الشهر الكريم، كما أن سعرها في متناول الجميع.
ويقدر سعر كيلو القطايف الواحد في سوق النصيرات الشعبي بخمسة شواقل، حيث يحتاج إلى حشوة مكسرات، أو عجوة، أو لبن وجوز هند، أو قشطة، بحسب أذواق عائلات غزة.
مهنة موسمية
وما أن يطل شهر رمضان المبارك، حتى يحمل معه العديد من المهن التي اقترنت به، والتي يتغلب بها الغزيون على حالة البطالة التي سادت بينهم، حيث تشكل مصدر رزق لهم في ظل تفشي البطالة والغلاء نتيجة الحصار وارتفاع الأسعار.
فمن بيع القطايف إلى العصائر والمخللات والفوانيس وصولا إلى بيع البوظة والأسكمو، مرورا بانتشار بيع الجرجير والنعنع، جميعها مهن موسمية تعج بها أسواق رمضان بمحافظات قطاع غزة.
الشاب نبيل حمد يمتهن في كل عام مهنة بيع القطايف في محلات عقل بمخيم النصيرات، حيث يعمل طيلة العام ببيع الفلافل والفول، وفي شهر رمضان يغير عمله كما باقي أقرانه في بيع القطايف.
وينوه الشاب حمد إلى أن مهنة بيع القطايف توفر دخل مادي كبير للقائمين عليه، مثمنا إقبال سكان غزة على شراء القطايف باعتباره فاكهة شهر رمضان المبارك، علاوة على أنه موروث شعبي فلسطيني.
وفي ذات السياق يستغل الخريج سامي ماجد وهو أحد العاطلين عن العمل حلول شهر رمضان المبارك، باعتباره فرصة مناسبة له للعمل في بيع القطايف التي يتقن صنعها، ولذلك فهو يستفيد وعائلته من قدوم الشهر.
وأشار الخريج الجامعي إلى أن مهنته موسمية، فلا يوجد عليها إقبال سوى في شهر رمضان، كون القطايف سيدة الحلويات الرمضانية، وتقليدا وتراثا من تقاليد رمضان المتوارثة من الأجداد والآباء.