بعض المواقف التي تصادفنا في الحياة قد تكون محرجة ، ولكن الخروج منها فن ، أضف إلى هذا أن عليك مسؤولية إبعاد الحرج عمن حولك – شهامة ومروءة منك – ومن الجميل ألا تتصيد أخطاء الآخرين بل تحاول أن تجنبهم إياها ما استطعت إلى ذلك سبيلا..وإليك بعض الأمثلة ..
تمشي في أحد الممرات الرخامية ، وخلفك شخص يسير في نفس الممر ، خطواتك تكاد تتعثر بسبب وجود بقعة كبيرة من الماء ، لكنك استطعت التوازن ..وبعد قليل سمعت صوت إنزلاق أحدهم !
((لطف منك أن تنبه من خلفك))
تتحدثين مع صديقتك على المائدة ، وحولكم عدد من المدعوات في حفلة العرس ، تبدئين في تناول المقبلات ، صديقتك تتناول التبولة ، ولكن علق بين أسنانها شيء منها ، أمضيت معها ساعة تقريبا وأنتما تتبادلان الضحكات، بعد لحظات تأتي امرأة أخرى لإلقاء التحية قائلة لصديقتك وهي تضحك ما هذا الذي علق بين أسنانك!
((من الذوق أن تنبهي صديقتك ، ولو أعطيتها مرآتك الصغيرة لانتبهت))
تجلس مع جدك ، لقد عاتبك كثيرا على غيابك ، يتحدث بقصص تعرفها ، أعادها عليك عشرات المرات ، فترد عليه قائلا: يا جدي هذا زمن ولى ، نحن أولاد اليوم ..ثم إذا سألك عما فعلته اليوم ، أو من زرتهم ، أو عن إخوتك ، ترد قائلا : لا تكثر الأسئلة يا جدي..
(( أفلا صبرت على جدك ، وقد صبرعلى أسئلتك المتكررة عندما كنت صغيرا؟))
تجلسين بين الفتيات في أنس وصفاء ، تتهامسون وتضحكون ، تطوعت إحداهن لسرد بعض النكات ، ولكنك في كل مرة تقولين : أها هذه قديمة كلنا يعرفها !!
(( لم توقفي كلامها ، ولكنك أوقفت ضحكتها ))
تدخل إلى إحدى المحال التجارية الكبيرة ، تدفع بابها الثقيل ، وحينما وطئت قدماك المحل ارتد الباب على الطفل الصغيرخلفك ..تتبضع وتحمل ما اشتريته ، ترى الزبائن وقد اصطفوا للمحاسبة ، تخترق الصف وتضعك مشترياتك على الطاولة متجاهلا الواقف أمامك ..وإذا ما عدت إلى سيارتك ، تركت عربة التسوق أمام السيارة المجاورة …
((توقف عن هذا ، وفكر بالآخرين يفكروا بك ))
أعلم أن ما ذكرت مواقف نراها عادية في نظر البعض و لكننا حين نتعامل بمستوى راق مع غيرنا ، نكون في نهاية الأمر قمنا بعمل عظيم ..((هناك من هم في قمة المروءة والذوق ))
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
-لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق-