20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.07°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.07°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

هل بدأ العدّ التنازلي لفرض الشروط الإسرائيلية على الفلسطينيين؟

حمزة منصور
حمزة منصور
حمزة منصور

ثلاثة عناوين مثيرة ومقلقة حملتها الصحف في يوم واحد، وكلها تصب في هدف واحد: أولها جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي في جلسة استماع في مجلس الشيوخ بشأن ميزانية وزارة الخارجية الامريكية لعام 2018، والذي جاء فيه أن السلطة الفلسطينية أوقفت رواتب ذوي الشهداء والأسرى!! واللافت للنظر في هذا الخبر أن الولايات المتحدة التي يربو الدخل القومي فيها على17 ترليون دولار يستوقف مجلس الشيوخ فيها رواتب ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين، ما يشي بأن وقف مخصصاتهم كان شرطا أمريكيا أو اسرائيليا عبر الخارجية الأمريكية.

وثاني العناوين تحذير أممي من تعليق مساعدات 150 الف مواطن بالضفة وغزة، يقوم على ادارتها برنامج الأغذية العالمي، والمبلغ المطلوب توفيره للحيلولة دون تعليق هذا البرنامج، الذي يقدم خدماته التي لا تكاد تسد رمق 150 الف مواطن مبلغ زهيد لا يعسر دولة أو شركة أو شخصاً موسرا، فهو أقل من سبعة ملايين دولار، الأمر الذي يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها.

وأما العنوان الثالث فقد تمثّل في إنهاء السلطة الفلسطينية مهام الفريق الوطني لإعادة إعمار غزة، والاستغناء عن طاقم موظفي المكتب، اعتبارا من يونيو الجاري، في الوقت الذي ما زال أهل غزة يعانون أشد المعاناة جراء التدمير الممنهج لاماكن سكناهم بسبب العدوان الصهيوني المتواصل.والعامل المشترك بين هذه القرارات الثلاثة أنها تهدف جميعا إلى خنق الشعب الفلسطيني، ليس لشيء إلا لأنه ما زال متمسكا بحقه في الحياة على ترابه الوطني، ويتصدى باللحم العاري لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية، لحمله على الركوع والخضوع للإملاءات الصهيونية، التي تستهدف تهجير الشعب وتهويد الأرض.

وتأتي هذه الاجراءات متزامنة مع تسريبات تتحدث عن مؤامرة كونية نسجت خطوطها بمشاركة أطراف عربية، للقضاء على المقاومة الفلسطينية، وفرض حل للقضية على المقاس الصهيوني.

واذا كان النظام الرسمي العربي كله أو جله قد نفض يده من القضية الفلسطينية مختارا أو مأمورا، فكيف يتصور عاقل أن تسمح سلطة تدّعي قيادة الشعب الفلسطيني وتمثيله بتمرير هذه السياسة، وهي تعلم علم اليقين أنه لولا دماء الشهداء، ومعاناة الأسرى وعذاباتهم، ما كان لها أن تطأ أرض فلسطين، وتسمي نفسها دولة؟

قد تكون حجة السلطة أن العالم اليوم- بما فيه العالم العربي- خذل الشعب الفلسطيني، وانها أضعف من أن تقاوم الضغوط الاسرائيلية والامريكية، ولكنها حجة أوهى من خيط العنكبوت، فهي تملك أوراق قوّة كثيرة لو امتلكت الارادة لاستثمارها لاستطاعت أن تغيّر معادلة الامر الواقع، فهي تقود شعبا عظيما في ارادته وصبره واستعداده للتضحية، فلو وضعت حدّا للتنسيق الأمني مع العدو، وتوقفت عن ملاحقة المقاومين والنشطاء لأوجعوا الكيان الصهيوني، وسددوا له ضربات في العمق حملته على رفع عقيرته بالصراخ، ولاضطر صاغرا للتسليم بالحقوق الفلسطينية، ولو في حدودها الدنيا. فهل تجرب قيادة السلطة ولو لمرة واحدة أن تشرب حليب سباع لترى بعدها المناشدات والوساطات العربية والغربية؟