8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
13.16°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة13.16°
السبت 28 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

رغم التهديدات

تقرير: "صارورة" .. بوابة جديدة نحو الشمس

01
01
الخليل - مراسلتنا

هناك حيث المكان الذي سقط من أجندة الاهتمام الرسمي، فلا طرق ولا خدمات، لا شيء  إلا أرض قاحلة من كل شيء، عدا الكرامة والعزة والصمود، "صارورة" قرب يطا جنوب الخليل.

أيام قليلة ماضية شهد فيها الإعلام المحلي عودة اسم " صارورة" للواجهة على خجل، فما نشر عن المكان لا يعبر عن حجم التضحيات هناك، وما تناقلته الأخبار لا ينبئ بكم المأساة.

بداية الحكاية

عيسى عمرو منسق شباب ضد الاستيطان وفي حديثه لـ"فلسطين الآن" قال: "صارورة خربة فلسطينية، تقع بين تجمع المفقرة وقرية التواني، وقريبة من مستوطنة ماعون ، القرية تم تهجيرها عام ١٩٩٨ من قبل المستوطنين، حيث كان يسكنها ١٠ عائلات فلسطينية  داخل الكهوف الرومانية الأثرية، وكان يزرع سكانها البصل والخضروات ويبيعونها في مدينة يطا".

وأضاف عمرو: "عمل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام ١٩٦٧ على تهجير التجمعات البدوية والقروية في منطقة مسافر يطا، وكانت عمليات التهجير تتم من خلال الاعتداءات المتكررة للمستوطنين والجيش الاسرائيلي".

وعن أهداف عملية التهجير هذه، قال عمرو "تهويد المنطقة الشرقية لمحافظة الخليل وصولاً إلى حدود البحر الميت هو هف عملية التهجير في هذه المنطقة، ومنذ العام ١٩٦٧ تم تهجير أكثر من ٢٣ تجمع سكاني فلسطيني، ومنهم خربة صارورة بحجج أنها تقع في مناطق تدريب جيش الاحتلال الإسرائيلي ومناطق إطلاق النار".

وتابع: "لكن السكان والتجمعات السكانية أعادت بناء نفسها كل فترة، وبقيت بعض التجمعات والخرب فارغة من السكان، وخصوصاً المناطق المحاذية للمستوطنات، وتشتهر المستوطنات في جنوب شرق محافظة الخليل بشراسة وتطرف ساكنيها، حيث عمل المستوطنون بمهاجمة السكان وأغنامهم للتضييق عليهم من أجل طردهم من خربهم وقراهم وتجمعاتهم السكنية" .

ويتابع عمرو حديثه: "قررنا نحن النشطاء بالتشاور مع أهالي صارورة والمناطق المحيطة هناك إعادة الحياة ومساعدة الأهالي بالرجوع للمكان، بالتزامن مع زيارة مجموعة كبيرة من النشطاء الأمريكان ضد الاحتلال لفلسطين، فتم توجيه جهود النشطاء لإعادة بناء صارورة من جديدة، وعمل النشطاء على إصلاح الكهوف والآبار والأراضي الزراعية، ولكن هناك إصرار كبير من الأهالي والنشطاء للاستمرار حتى رجوع العائلات للسكن، وقرر النشطاء تأمين تواجد مستمر من المتضامنين الأجانب مع العائلات في المنطقة وتوجيه المشاريع التطويرية من المؤسسات الدولية لتكون خربة صارورة أولوية لهم".

تهديد بالقتل

ويكمل عمرو: "هاجم الاحتلال الاسرائيلي ومؤسسات المستوطنين الخربة مرتين وصادروا المعدات والأدوات والخيام، وتم تهديد صاحب أحد الكهوف بالقتل والاعتداء عليه وعلى أسرته، وخصوصاً أن المنطقة قريبة جداً من مستوطنة ماعون المتطرفة".

وأشار إلى أن النشطاء يهدفون لتعزيز العمل المباشر المقاوم ضد الاحتلال وتشجيع العصيان المدني ضده، و لنقل التضامن والمقاومة الشعبية لخارج المدن وخلق سياسة أمر واقع في المناطق المسمى" ج أو C  " =، وتسليط الضوء على التجمعات السكانية المهمشة والمنسية من قبل صانع القرار الفلسطيني.

نهج قانوني

عضو اللجان الشعبية لجبال جنوب الخليل  فؤاد العمور، أحد القائمين على إعادة الحياة لصارورة، ليس كناشط فحسب، وإنما لأن جزء من تلك الأراضي التي تبلغ مساحتها 35 دونما تعود ملكيتها لعائلته "العمور"، ويمتلك والده نحو 4 دونمات منها.

وفي حديثه لـ"فلسطين الآن"، قال العمور: "بدأت فعاليات إعادة صارورة في الثلث الأخير من شهر أيار المنصرم، حيث  قام على الفعالية في البداية  نشطاء اللجان الشعبية،  ثم استطعنا حشد  عدد من المؤسسات الأجنبية،  وشباب ضد الاستيطان الذي ساندونا، وبعد مرور 5 أيام  تم انسحاب  شباب ضد الاستيطان  فيما استمر الباقون وانضم لهم كوادر من جبهة النضال الشعبي لفلسطيني من منطقة يطا" .

وأضاف العمور: "تهدف الفعاليات في صارورة إلى إعادة السكان المهجرين للمنطقة، وتحفيز روح الشباب لإعادة بناء قراهم المهجرة  داخل خط 67  في أنحاء لوطن".

 ويكمل العمور: "لم تكن مهمتنا ممهدة بالورود، فقد هاجمنا جيش الاحتلال، وصادر أكثر من 8 خيام، إضافة لمصادرة سيارة وأغراض إغاثية للموقع وذلك من خلال عدة مداهمات، مما حذا بالنشطاء هناك لإعادة ترميم الكهوف الأثرية واستخدامها للسكن بدل الخيام المصادرة" .

ويختم العمور حديثه  بالإشارة إلى انتهاج الخط القانوني في القضية إضافة للمقاومة السلمية، حيث رفعت دعوى قضائية ضد جيش الاحتلال لمصادرته المعدات دون تسليم النشطاء ما ينص على منع النشطاء من العمل في المنطقة والتواجد بها، مؤكداً أن الفعاليات على أرض صارورة مستمرة حتى عودتها لأصحابها الأصليين.