في واحدةٍ من أعنف حملاتها على بلدة حلحول في الخليل، شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالاتٍ واسعةً بحق من تصفهم بأنهم منتمون لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فيما استدعت للتحقيق خمسة شبانٍ آخرين على ذات "التهمة" في طولكرم والخليل ونابلس. ففي الخليل، اقتحمت قوةٌ كبيرةٌ من جهاز "الأمن الوقائي" بلدة حلحول وشنت حملة مداهمات واعتقالاتٍ طالت عدداً كبيراً من أنصار حركة "حماس" عرف منهم تسعةٌ، هم: الشيخ إياد نبتيتي والأسير المحرر غسان كراجة وعوني أبو زلطة ونضال هرماس ونضال السعدة وسميح وجدي الأطرش ورياض عوض وموسى عوض ولؤي عوض. ومن بين المعتقلين عددٌ من المحررين من سجون الاحتلال والمعتقلين السابقين لدى أجهزة أمن السلطة. وفي ذات السياق، استدعت أجهزة السلطة خمسة شبانٍ للتحقيق في مقراتها الأمنية بينهم ثلاثةٌ من بلدة تل بنابلس، ورابعٌ من صيدا قرب طولكرم، والخامس من الخليل. ففي نابلس، استدعى جهاز "المخابرات العامة" للمرة الثانية الشاب معتصم ريحان الذي جدد رفضه الذهاب للمقابلة، حيث سبق أن تلقى استدعاء يوم الأربعاء الماضي، إلا أنه رفض استلامه، علما أنه أسير محرر ومعتقل سابقاً لدى أجهزة السلطة وشقيق الشهيدين محمد وعاصم ريحان. كما واصل ذات الجهاز استدعاء الصحفي محمد نمر عصيدة وهو طالب في جامعة النجاح وأسير محرر ومعتقل سابقاً عدة مرات ولفترات طويلة لدى أمن السلطة. وأيضا الطالب في جامعة القدس المفتوحة ياسر يامين وهو معتقل سابقاً. وفي بلدة تل أيضاً يواصل جهاز "الأمن الوقائي" حجز الأمانات الخاصة بالطالب في جامعة القدس المفتوحة أسيد ريحان دون تحديد موعد لإعادتها، وقد أفرج عنه قبل أقل من أسبوع بعد اعتقالٍ زادت فترته عن 18 يوماً لاقى فيها أشد أصناف التعذيب الجسدي والنفسي في سجن الجنيد. ولا يزال ذات الجهاز يلاحق الطالب في جامعة الخضوري وعضو مجلس طلبتها مثنى اشتية ويطالبه بتسليم نفسه في أقرب وقت، حيث كان قد فشل في اعتقاله قبل قرابة الاسبوعين واعتقله وقائي طولكرم لمدة يوم وأفرج عنه بعدها بعد ضغوطات من جهات عدة وقام الجهاز بابلاغه أنه لا يزال مطلوبا لوقائي نابلس وعليه تسليم نفسه إلا أنه رفض ذلك. كما قامت محاكم أمن السلطة وللمرة الثانية بعرض الطالب في جامعة النجاح الوطنية نمر هندي والشاب وليد رمضان للمحاكمة وقامت بتأجيل محاكمتهما. وفي طولكرم، استدعى جهاز "الأمن الوقائي" الطالب في جامعة النجاح أنس رداد وهو من بلدة صيدا للمقابلة اليوم الخميس 7/6/2012، علماً أنه مختطف سابق لاكثر من 7 شهور. أما في الخليل، فاستدعى جهاز المخابرات الأسير المحرر قيدار محمد خلف غيث للمقابلة وهو شقيق المختطف لدى جهاز الوقائي قتيبة غيث. [title]إضراب مستمر[/title] وعلى صعيد مشابه، ولليوم الثاني على التوالي، يواصل المختطف محمود العويوي إضرابه المفتوح عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنه. وكانت أجهزة السلطة مددت اعتقال العويوي لستة أيامٍ جديدةٍ بذريعة استكمال التحقيق معه. يذكر أن العويوي أسيرٌ محررٌ من سجون الاحتلال وسبق أن اعتقل عدة مرات لدى أجهزة أمن السلطة، آخرها مطلع هذا الشهر على خلفية مشاركته بتشييع جثامين شهداء مقابر الأرقام في الخليل. كما أن العويوي هو شقيق الأسير أحمد العويوي الذي خاض مع خمسة أسرى آخرين إضراباً مفتوحاً عن الطعام قبل عامٍ في سجون جهاز المخابرات الفلسطينية بمدينة أريحا وأطلق سراحهم بعد 40 يوماً من الإضراب وقد اعتقله (أحمد) الاحتلال ولا زال رهن الاعتقال حتى الآن. [title]حماس تدين[/title] من جهته، دان الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدكتور سامي أبو زهري حملة الاعتقالات الواسعة التي شنّتها أجهزة أمن السلطة الليلة الماضية ضد أبناء الحركة في مدينة حلحول بالضفة المحتلة. وقال أبو زهري في تصريح صحفي له الخميس (7-6)، وصل شبكة "فلسطين الآن" نسخة عنه: "تتزامن هذه الاعتقالات مع تدهور الحالة الصحية للمعتقل القسَّامي عبد الله العكر، ونقله للمستشفى بعد إعلانه الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الضفة لليوم الثاني عشر على التوالي بسبب رفض السلطة تنفيذ قرار المحكمة العليا القاضي بالإفراج عنه". وشدّد أبو زهري على أنَّ استمرار الاعتقالات والانتهاكات ضد حركة حماس وأبنائها في الضفة لا يوفّر الأجواء اللازمة لتطبيق اتفاق المصالحة أو إجراء الانتخابات العامة، كما أنَّها لا تخدم الأجواء الإيجابية السائدة في حوارات القاهرة وتزيد من تعقيد الأمور. ودعا الناطق باسم حماس إلى إصدار قرار سياسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلزم هذه الأجهزة بوقف انتهاكاتها، وممارساتها التوتيرية وغير المبرّرة، وإنهاء الاعتقالات السياسية، والإفراج عن المعتقلين السياسيين.