28.29°القدس
27.4°رام الله
28.3°الخليل
26.58°غزة
28.29° القدس
رام الله27.4°
الخليل28.3°
غزة26.58°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

هل الأقصى وحيد إلى هذه الدرجة؟

ابراهيم المدهون
ابراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

الأقصى صاعق تفجير، وفي أي لحظة نحن أمام مواجهة عسكرية فطالما الاقصى بخطر فنحن في خطر وقضيتنا في خطر، ان لم يعود الاحتلال عن خطواته واجراءاته في الاقصى وغزة فالسيناريو الوحيد امام شعبنا ومقاومته هو الاشتباك مهما كلفنا من ثمن.

ندرك جميعا أن المسجد الأقصى يواجه تهديدا حقيقيا وخطرا شديدا. فالاحتلال يعلن أهدافه ومخططاته ويكشف مراميه ويتبجح بها ليل نهار، ويتقدم وفق رؤية واضحة تتمثل بتحويل المسجد الأقصى المبارك لكنيس يهودي. وللأسف يسير الاحتلال يوميا بخطوات مدروسة تقربه من تحقيق هدفه، فحفر الأنفاق وسيطر على أسفل الحرم، وضيق على المسلمين وحد من وصول الفلسطينيين للمسجد والصلاة والاعتصام، وصل الحال ان يغلق الاقصى في وجه المسلمين في سابقة خطيرة، ويفتح عبر بوابات الكترونية اشبه بكونها حاجز عسكري، كما نلحظ تدرجا باقتحامات صهيونية سياسية ودينية متصاعدة تزداد كثافة مع الزمن، والمطالبة بتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، وهي المرحلة قبل الأخيرة للاستيلاء على الاقصى بشكل كامل وتحويله للهيكل المزعوم.

هناك عملية تخدير وتهيئة للرأي العام العربي والإسلامي لضياع المسجد الاقصى، وقد بدأت بازدياد وتيرة الأخبار اليومية عن الاقتحامات ومخاطر المسجد، حتى تحولت لخبر روتيني اعتيادي، وللأسف نحن نساهم بتخدير الشعور الفلسطيني أمام المخاطر الذي يتعرض لها المسجد الأقصى فيوميا هناك اخبار وعناوين كبيرة وضخمة عن اقتحامات وزيارات ومواجهات، فأنتج حالة من البلادة الشعورية تجاه المسجد الاقصى.

كما أن الإعلام الفلسطيني يتناول القضية ببروتوكولية جامدة بعيدة عن الروح وكأنها عبء على النشر لا يعرف كيف يعرضها أو ديكور لتجميلها، والساسة والمحللون يخرجون عاجزين ماذا يقولون أمام المشكلة وهي واضحة وبينة كما أن حالها معروف، والقادة السياسيون والأحزاب والسلطة موقفهم سلبي أيضا حيث يضمنون خطاباتهم شعارات مكررة دون أي توجه أو قرار، فالجميع يهرب من مواجهة الحقيقة ويحاول تجاهلها وهي أن القبلة تضيع منا ونحن ندفن رأسنا بالرمل لكي لا نشعر بالكارثة، ولا نحرك ساكنا خوفا من دفع الثمن، فنتحول لمجموعات متلاومة نلقي المسؤولية على بعضنا البعض، رغم أن الجماهير الفلسطينية مستنفرة داخليا وتمتلك استعدادا كبيرا للتضحية والثورة لإنقاذ مسرى رسول الله.

لن يستطيع المرابطون وحدهم الدفاع وحماية المسجد الأقصى، ولا يعقل الاعتماد فقط على الحركة الاسلامية وأهالي القدس الشجعان بمفردهم في ساحة المواجهة، فالأمل الوحيد يتمثل بهبة وثورة لا تحسب أي حساب إلا إنقاذ المسجد الأقصى من الضياع، هبة فلسطينية جامعة متكاملة ومتزامنة في الضفة وغزة والمدن المحتلة عام 48 وفي الشتات واللجوء.

انها الفرصة الفلسطينية الكبرى لإحداث تحول حقيقي على واقع شعبنا المتهالك، وتوحيده على قضية مركزية قادرة على توحيدنا وجمع طاقاتنا كما فعلت في الانتفاضة عام 2000.