يقضي نحو خمسة عشر ساعة يومياً في العالم الافتراضي بحثاً عن كل ما هو ممتع ومسلي، يتنقل بين المزرعة السعيدة تارة وبين الدردشة في عالم الفيس بوك تارة أخرى. ويقول محمد عبد الوهاب خريج كلية العلوم بجامعة الأزهر لـ " فلسطين الأن " إنه وجد ضالته في العالم الافتراضي، فهو خريج منذ العام 2009م ولم يجد بعد فرصة عمل له رغم محاولاته المستمرة في هذا الاتجاه. وأشار محمد أنه مثل الكثير من أصدقائه يقضي معظم وقته في الدردشة مع الأصدقاء، والبحث عن عمل من خلال المواقع الالكترونية الخاصة بذلك، كما أنه بات من المميزين في لعبة المزرعة السعيدة. " فلسطين الآن " قررت دخول العالم الافتراضي لمعرفة الأسباب التي تدفع الشباب للإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي وفق ما يرى مختصون. [title]مبررات الشباب [/title] سارة إبراهيم، طالبة بالكلية الجامعية بغزة ، ترى أن شبكات التواصل الاجتماعي شأنها شأن مختلف المواقع الالكترونية تحمل الغث والسمين، وأنها تستخدم الفيس بوك بشكل يومي لإيصال القضية الفلسطينية بالكلمة والصورة للعالم. وتقول: "أنا استخدم الفيس بوك كوسيلة إعلامية لإيصال قضايا إنسانية مثل ( قضية الأسرى، وحصار غزة ، واللاجئين)". وبسخرية أجاب أحمد الحداد الطالب بكلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة، قائلاً: "كنا نقول أحذروا خطر الفيس بوك على أبنائكم، لكننا أصبحنا اليوم نقول احذروا فالفيس بوك في خطر من أبنائكم، لأن الثقافة اختلطت والمفاهيم تغيرت والقيم المجتمعية اندثرت". ويرى المراسل الصحفي عبد الحليم جابر، أن الإعلام الالكتروني بات الأهم في عصرنا الحالي وهو ضمن الثورة التكنولوجية الحديثة التي لابد لكل مثقف أن يواكبها ومنها الفيس بوك وغيرها ومواقع التواصل الاجتماعي لسرعة التواصل ونقل الأخبار بشكل سريع جدا بالصوت والصورة أيضا . وبحزن شديد تقول غادة محمد، وهي ربة منزل إن الفيس بوك أصبح عامل تسلية بسبب حالة التفكك الأسري التي تعيشها عائلته، فزوجها يتغيب ساعات طويلة عن المنزل مع أصدقائه، وأطفالها الصغار ينامون مبكراً ما يدفعها للجلوس بالساعات على الفيس بوك بحثاً عن الدردشة مع الأصدقاء. وترى محمد أن الفيس بوك بات يشكل ملجاً مناسباً للكثير من الشباب والفتيات الذين لا يجدون رعاية أسرية مناسبة، وأن الضغط الاجتماعي وحالة الفقر والبطالة جعلت الشباب يهربون إلي هذا العالم الافتراضي في محاولة لرسم عالمهم بالصورة التي يتمنونها واقعاً. [title]19% من الشباب مدمنين[/title] " فلسطين الآن" نقلت آراء الشباب إلي المرشد النفسي وأستاذ علم النفس جابر العزايزة الذي أوضح الكثير من العوامل التي كانت سبباً في إدمان الشباب والمراهقين على الانترنت ومن أهمها شعور الشباب بالإحباط المستمر والاكتئاب، بالإضافة لعدم وضوح الهدف لدى الكثير من الشباب. كما يعتبر حصار غزة وما أنتجه من فقر وبطالة عاملاً أخر من عوامل هروب الشباب من الواقع الصعب نحو العالم الافتراضي. وأضاف العزايزة أنه ووفق دراسة يجريها حول إدمان المراهقين على الانترنت فإن النتائج الأولية كانت صادمة إذ أن ما نسبته 19% من المراهقين الشباب يقضون ما يزيد عن خمسة ساعات يومياً على الانترنت، وهي نسبة عالية مقارنةً بالدراسات الأجنبية التي أجريت في هذا المجال. ودعا العزايزة إلي ضرورة إعادة النظر في المناهج التعليمية، كما دعا وزارة الشباب والرياضة إلي ضرورة إيجاد الوسائل الرياضية والثقافية التي تحتضن الشباب والمراهقين. وكان موقع المجد الأمني أظهر في العديد من التقارير الأمنية التي نشرها خلال الفترة الماضية أن الكثير من الشباب والفتيات كانوا ضحايا عمليات الابتزاز التي مورست عليهم من قبل أجهزة مخابرات الاحتلال الصهيوني، كما أن الكثير من الفتيات تعرضن للابتزاز بعد أن وقعوا ضحايا للذئاب الجائعة من الشباب. وختم العزايزة حديثه بالدعوة لوضع خطة وطنية شاملة تضمن الحفاظ على جيل الشباب مما يخطط له، خطة تضمن استخداماً أمثل للتكنولوجيا الحديثة، كما دعا أولياء الأمور إلي ضرورة إعادة النظر في علاقاتهم بأبنائهم والعمل على احتوائهم بصورة تضمن توفير حياة أمنة لهم وعدم الزج بهم إلي عالم إفتراضي يوصلهم إلي التيه والضياع.