من حقّ قناة “الجزيرة” أن تفخر بقرار العدو الإسرائيلي إغلاق مكتبها وسحب اعتماد مراسليها، فهذا يدلّ على حجم تأثيرها ويؤكد مدى وطنيتها، ويردّ على متّهميها بأنّها وسيلة إعلامية “تطبيعية”!
وزير الاتصالات الإسرائيلي يستند في قراره إلى إغلاق دول عربية “سنّية” معتدلة مكاتب الجزيرة، ولكنّ بنيامين نتنياهو كان هدّد في الأسبوع الماضي بإغلاقها لأنها قامت بالتحريض على “أحداث العنف” الأخيرة في القدس، وهذا في تقديرنا هو السبب الحقيقي.
وكما كتبنا غير مرّة فإنّ الدور الذي تقوم به “الجزيرة” في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يمكن تقديره بثمن، فهي التي تُتابع ساعة بساعة انتهاكات العدو، وتفضح أساليبه الوحشية، وتحرص على شدّ أزر المناضلين، وتنتج وتعرض الوثائقيات التي تؤكد الحق الفلسطيني التاريخي والمعاصر.
صحيح أنّه كانت تزعجنا استضافات الإسرائيليين، وهذا ما كانت تُهاجم عليه، ولكنّ ذلك يثبت أيضاً أنها كانت تفعل ذلك من أجل التغطية على القيام بدورها الحقيقي، ومن أجل فضحهم أيضاً، فمبروك للجزيرة هذه الشهادة الوطنية، ولعلها تعود وتصف إسرائيل بالعدو الإسرائيلي منذ الآن ولاحقاً!