28.34°القدس
28.21°رام الله
29.97°الخليل
31.49°غزة
28.34° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.97°
غزة31.49°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

بلطجة وتشبيح

96
96
وسام عفيفة

الصحفيون الخمسة الذين اعتقلتهم أجهزة أمن (عباس-الحمد لله) متهمون بحسب الرواية الأمنية بتسريب معلومات حساسة، لم يتم الإفصاح عن ماهيتها وخطورتها ولمن تسربت، وباعتبار أن التسريب يتسلل نحو الأعداء، فهل المقصود دولة الاحتلال؟

لا تجرؤ السلطة أن توجه مثل هذه التهمة لشركاء التنسيق الأمني ورفقاء المصير المشترك، ومن المؤكد أنه لا توجد معلومات حساسة ولا حساسية في ظل علاقات التحسيس السياسي المهيج لشبكة المصالح المشتركة بين المقاطعة و(تل أبيب).

أما إذا كان تسريب المعلومات الحساسة لكيان معاد فبالتأكيد المقصود غزة، وحماس على وجه التحديد، ولأن التهمة لم تكن محبوكة اعترف عضو نقابة الصحفيين في الضفة أن الاعتقالات تستهدف الضغط على حماس لإطلاق سراح موظف يعمل في تلفزيون السلطة، وعليه يتضح من سلوك أجهزة أمن عباس أنها تمارس نهج العصابات، وتستخدم أبناء الضفة رهائن ودروعا أمنية، لحماية عساكرها ومبادلة مخبريها.

 الانحدار لهذا المستوى من العداء يعني أن أمراء الأجهزة الأمنية ومشغليهم باتوا يشعرون بالقلق على مصيرهم، لهذا يخلعون أقنعة القانون وينزعون الملابس الرسمية ويستبدلونها بثياب البلطجية والشبيحة، ولنا أن نتخيل ماجد فرج زعيم مخابرات عباس وهو يصرخ في وجه المعتقلين والحقوقيين والفصائل: "من النهاردة مفيش حكومة... أنا الحكومة"، مكررا جملة شهيرة للفنان أحمد السقا في فلم الجزيرة.

اختطاف الصحفيين في الضفة هي إحدى معارك الغزوة العباسية على غزة، والتي ستبلغ ذروتها بتدمير البنية التحتية المهنية لقطاعي الصحة والتعليم من خلال تحويل كافة الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من رام الله إلى رهائن، والاستيلاء على الأموال، ونهب مستحقات الأسرى المحررين، وفشخ كل واحد من منظمة التحرير أو فتح بيرفع صوته ويقول: "عيب يا جماعة"

المرحلة التي نعيشها ستكون فارقة في تاريخ قضيتنا، وتدفع الجميع نحو الخيارات الصفرية، سيبدو أن كلا من الضفة وغزة تتجه نحو الطلاق والاستقلال الإداري والمالي، لكنها في الحقيقة مقدمة للفوضى التي ستعم الجميع فلسطينيا وإقليميا، ستسقط قواعد الإدارة الحكومية وسنعود إلى زمن إدارة الحواري والمناطقية، أما رئيس العصابة في رام الله فستكون نهايته كما في المثل الشعبي المصري: "اللي ما يشتري يتفرج".