سألني أحد الصحفيين العرب عدة أسئلة أصابتني بالصداع لدرجة أني تمنيت أن أفقد الوعي عن وضعني الفلسطيني السيء جداً، وكان أول الأسئلة
أنتم رئيسكم وين؟
قلت له: عندنا اثنين واحد برة غزة ومش عارف يدخل لغزة، والثاني في غزة ومش عارف يطلع من غزة.
يعني أنت من غزة طيب والضفة والداخل ليش مش قادرين يدخلوا الرئيس أو يطلعوا الرئيس؟
قلت له: هدول سيبك منهم، في الهوا سوا وفي المعاناة واحد، في عندنا كمان قول أربعة ملايين قول خمسة قول ستة قول سبعة مش عارف بالضبط قديش، ولا حتى الأمم المتحدة عارفة ولا معنية تعرف قديش عدد اللاجئيين الفلسطينيين في دول العام من أمريكا غرباً حتى كوريا الشمالية شرقاً، وكلهم مبسوطين ومتجليين، وعايشين حياة لوز، مش فارقة كتير معهم الحصار ولا الحواجز ولا الاعتقالات، ونازلين فينا وطنية فشخ ليل نهار، القدس وعلي الكوفية والوطن والوطنية، ولتشوف صفحاتهم على الفيس بوك عبارة عن اقتباسات من إدوارد سعيد، وتغني بالوطن، ولكنهم لا يتخذون أي إجراء للوطن.
تخيل معي أن لدنيا قيادة واحدة وأصدرت قراراً واحداً للفلسطينيين في الخارج جميعاً في كل بلدانهم سواء في الجوار أو في آخر الدنيا، "أيها المشتاقون للوطن عودوا إليه" ستمنعهم مصر أو الأردن من الرجوع، وسيطلب منهم التظاهر في كل مكان، تخيل سيتظاهرون في الساحات والأماكن العامة وأمام السفارات والبرلمانات جميعهم إن كانوا صادقين في حجم الوطنية، وستنتشر المسيرات في وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، حتى تلفزيون كوريا الشمالية سيتحدث عن مسيرات الفلسطينيين بكل اللغات وفي كل الأماكن، فنحن موزعون في أقطاب الأرض، وستنقلب الأمم المتحدة أمام هذا الحراك الغاضب، في كل دول العالم وبكل لغات العالم، لتتحد ملايين الجماهير مع الفلسطينيين، وأقسم لك بالله العظيم ثلاثة أنه حيتغير الوضع، بس القيادة عيانة واللاجئيين مبسوطيين وعايشيين في لوز ونازلين يوزعوا وطنية علينا، والعي عي والصي صي.