أعرف أنه لا زال الأمر مرهقا لتعرف أسوء من ذلك، لا تسلني وهل عناك ما هو أسوأ من ذلك؟! فأنت تعمل في الأمم المتحدة منذ الثمانينات، تعرف توزيع المعاناة على الدول بدون وعي، تلك تتدفق بأجل الإغاثة واخرى للتنمية-هكذا قالوا- بالرغم من ارتفاع مؤشرات الفقر والبطالة، أجبني كم تسرقون؟ لماذا تأخذون ثروات الدول وتعيدون مخلفاتها على شكل معونات اغاثية؟ان كان كلامكم صحيحاً أيعقل أن يموت الناس في اليمن بداء الكوليرا في القرن الواحد والعشرين؟ أنتم تكذبون هل تريدون لهذه الدول أن تنعم بالتنمية؟ ارفعوا حمايتكم عن حاكميها ليعتنق الشعب الديمقراطية أليست أهم شروط المساعدات ان تحقق الديمقراطية واحترام حقوق الانسان في تلك الدول؟ غريب شأن المنظمات الدولية خصوصا تلك التي تدعم المساعدات تعلن عن دعم بمائتي مليار دولار لدولة فقيرة وثلث الأموال تعود لهم كمصاريف إدارية لهم والثلث الاخر يسرقه المسؤولون في تلك البلد والجزء الأخير مشاريع اغاثية لكي لا يموت الناس.. الناس منسيون يا صديقي، لقد جاءت المساعدات لكي يبقوا على قيد الحياة ليشت لرفاهيتهم ولا لتنميتهم بل لإنقاذهم من الموت وليبقوا على حافته دائماً.
الدول التي تصنع طعامها بنفسها هي التي تعيش أما الدول التي تنتظر المساعدات والقروض هي خارج إطار الحياة.