صحن فول مدمس, وخبز مخلوط بالرمل, وقليل من بالونات الأطفال التي يبيعها رجال "طول بعرض" على بوابات "المترو" المتعددة في مصر, تصنع مشهد الطبقة المحروقة الفقيرة في مصر, وعلى الوجه الآخر, سيارة فارهة, ووجبة عشاء دسمة, دون مبالاة لزيادة القليل من الجنيهات في "البخشيش" فالمال كثير, ولم يأت من تعب كبير, بل من صفقات مرت على مليون مستوى رسمي, كل منها أخذ "حتة", وفي التلفاز من يوجه الرأي العام للطبقتين "بدلة, وقرافة, ومايك, مع كاميرا" ومذيعة "ممشوقة القوام" أو مذيع "مسحوب اللسان", وبنغمة واحدة يرددون "نكتة " الدولة المدنية, وعلى كلتا الحالتين هم ينتصرون, فالفقير لا يعرف معناها مع أنه "جَرَّبَهَا" في نظام بائد, والغني يعرفها حق المعرفة, فهي مربوطة بمصالحه وماله. شفيق يا راجل " مش عيب كده بعد 30 سنة ترجع تقول "الدولة المدنية, شو يعني دولة مدنية, هل تعني أن يتم قتل المعارضين والمتظاهرين كما في معركة الجمل؟ أم أن يبقى الرئيس كنزاً إستراتيجياً لإسرائيل, ولعنة على المصريين؟ دولتك المدنية مردودة على نفسك, فهي شعار ترتديه لتصنع دولة بوليسية, "خلاص كده" بيكفي يا عم شفيق, ده الفقر عاطل, ولو كان راجل لمات زمان؟ الدولة المدنية التي ينادي بها شفيق, ويضعها في مواجهة الدولة الدينية, ويحذر من الأخوان المسلمين, هي تلك الدولة نفسها.... لم تتغير فقد كان رئيس وزرائها في وقت غابر ما زال أغنياؤها يكبرون, وفقراؤها يجوعون, وشرفاؤها في السجون, فهي دولة "بوليسية بامتياز", فالأمن يعرف عن المصريين كل شيء, ويتدخل في كل شيء باسم الدولة المدنية, يوضع الشرفاء في السجون, وسيشارك شفيق كل رجال الأعمال أموالهم, فهو رئيس البلد, وسيموت الفقير بفقره, فالدولة المدنية وضعت لمواجهة الإسلاميين, والتخويف والتشهير بهم, "ومنه وعليه العوض"
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.