طلبت أم العبد من زوجها الموظف في دولة فلسطين أن يشتري لها بوفيه كي تضع الأواني وكاسات الشاي والقهوة وصحون الصيني الفاخرة بها، وكي تضع هدايا الزائرين في المناسبات في دروجه السفلية.
نظر إليها أبو العبد بعد أن حك قفاه بغلاظة وفي رأسه ذكريات قديمة عن أنه التي تحتفظ ببوفيه كبير ذو ضلفات زجاجية مليء بكل أنواع الأدوات المنزلية الصينية، وطنجرة كبيرة في الكرتونة من أختها التي أحضرتها لها هدية أول التسعينات وطبعا الملونيكس والذي أحضره والده من الحاج في أوائل الألفين، وعلى عمر البوفيه الطاعن في السن لا يذكر أبو العبد أنه شرب من كاسات الصيني أو أكل من صحون البوفيه لمرة واحدة، ولو لمرة سيموت ولن يأكل منه، أما الطنجرة فهي مكانها في الكرتونة لم تفتح وهي للمباهاة حين تأتي صديقات والدته: من وين جايبة هالطنجرة يا حجة؟ جابتها اختي من السعودية... والله بترد الروح طبخت فيها مرة كرشة بتجنن.
وبقيت الذكريات في بال أبو العبد وهو ينظر لزوجته... بخصوص الهدايا كلها كانت في البوفيه أكياس سكر ثم تحولت لبوفيه الهدايا الشعبية من طقم الزجاج أبو عشرة شيكل وبوكيت الشوكلاته الي بيشتغل كعب دوار وبيلف بيلف بيرجع لك.
أبو العبد قال لمرته بعد الي شافه: شوفي بلا بوفيه بلا بطيخ شو رايك نتعشى في مطعم اليوم، قالت: آه وتغير الموضوع