"آمين .. آمين" .. كلمات ترددها ألسنة المصلين وتلهج بها قلوبهم في لحظات الخشوع التي ينهون بها يومياً صلاة التراويح في المساجد، حتى بات الدعاء في الصلاة يجذب مصلين لمسجد دون آخر ولإمام دون غيره . [title]صوت شذي[/title] الشيخ أبو همام إمام مسجد في الضفة الغربية يتمتع بصوت شذي وبلغة قوية وأسلوب مميز جعل المسجد الذي يعمل به في مدينته مزدحما خلال شهر رمضان بالمصلين من كافة أنحاء المدينة، حتى بات حديث المصلين في المساجد للتواعد لأداء صلاة التراويح خلفه . ويقول بأن " الفضل لله أولاً ثم لتربية المساجد التي جعلت منه خطيباً قوياً وإماماً مميزاً وللسجون التي تعلم فيها فن الخطابة وإتقان الحديث من جامعة "يوسف" عليه السلام، وهذا يجب أن يكون في كل إمام مسجد وليس ميزة للغرور أو التعالي" . ويضيف بأن صلاة التراويح بالنسبة للمصلين ساعة روحانية خالصة لوجه الله تعالى يبحثون فيها عمّا يشفي صدروهم وأسماعهم، للتخلص من الذنوب والخطايا بعيداً عن التشدد أو التراخي . ويشير في حديثه إلى أن الدعاء هو سر النجاح الذي يجعل إماماً مميزاً عن غيره في المساجد، فالمصلي يبحث عمن يدعو له عمّا يختلج صدره وقلبه من طلب للغفران والتوبة ودعوات للتآخي والإنتقام من الظالمين. [title]الدعاء[/title] وبات الدعاء في معظم مساجد الضفة يزاوج بين الأدعية الروحانية الخالصة الداعية إلى المغفرة والعفو بكلمات تحرك مشاعر المصلين، والدعاء للأسرى بالفرج القريب والصبر والثبات، وللمسجد الأقصى بالتحرر والحفظ من الإحتلال والمكائد، وللثورات العربية بالنصر والإنتقام من الحكام الظالمين عمّا ارتكبوه من مجازر ومذابح بحق الشعوب الإسلامية والعربية . ويقول المواطن أسامة عودة:" أنه وعائلته يحرصون على اختيار المسجد الذي فيه إمام ذو صوت شذي ويتقن فن الدعاء، حتى وإن كان بعيداً عن منزله لمسافات، معللاً ذلك بأن صلاة التراويح هي للترويح عن النفس والذنوب، والدعاء فيها لسان المصلي الذي يتمنى أن يدعو فيه الإمام ليؤمن من خلفه". ويضيف أن بعض الأئمة يشدّدون في الصلاة ويكون صوتهم غير مقبول للمصلي الذي يمضي ساعة خلف الإمام بحثا عن الخشوع، ويزداد الأمر حينما يكون الدعاء "تقليديا" بعيداً عن اهتمامات المصلين وتوجهاتهم سواء الروحانية أو العامة . [title]إمام لا يهاب[/title] ويُجمع العلماء على ضرورة أن يكون الإمام ذو شخصية قوية لا يهاب كلمة الحق ويتمتع بصوت مقبول وأسلوب في التعامل مع المصلين، حتى يجمعهم حوله في كل الظروف . ويشتكي الناس في الضفة الغربية تغييب أجهزة السلطة وأوقافها لأئمة بحجة انتمائهم السياسي عن الإمامة والخطابة خاصة في رمضان وهو ما تحدث به صراحة وزير أوقاف سلطة رام الله محمود الهباش . وقال في اجتماع مع الأوقاف في محافظات الضفة:" من السماح لأنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أو "حزب التحرير" من الخطابة في المساجد أو الإمامة في صلوات التراويح أو إعطاء الدروس بعد الصلوات خلال شهر رمضان". [title]تحذيرات الهباش[/title] وقال أحد الذين حضروا الاجتماع إن الهباش شدّد أن يستمر الحال في رمضان كما هو قبل رمضان، محذرًا من التعامل مع رمضان على أنه حالة استثنائية، مما قد يفتح الباب أمام خطب ومواعظ وصفها بأنها خارجة عن السيطرة. وقال الهباش: "لا دروس في المساجد إلا المقررة في جدول وزارة الأوقاف في رام الله، ولا إمامة في صلاة التراويح إلا للإمام الراتب أو من تعينه الوزارة". وحذر الهباش الأئمة الذين لا يلتزمون بهذه القرارات بأنهم سيتعرضون للمساءلة ويعرضون وظائفهم للخطر، مؤكدًا على الاستمرار في الخطب الموحدة طيلة شهر رمضان كما السابق والتي ستتناول فضائل رمضان دون الحديث في أمور أخرى. [title]أئمة مؤقتين[/title] وأصدر الهباش قرارًا بتعيين أئمة مؤقتين لمدة شهر واحد خلال شهر رمضان في نحو 700 مسجد في الضفة الغربية، لا يوجد لها أئمة ولا مؤذنين، وذلك حتى لا يقوم الدعاة من المقربين من حركة حماس بشغل هذه المساجد تطوعًا خلال الشهر الفضيل. يذكر أن مئات الأئمة تم تعيينهم في السنوات الأخيرة في المساجد، غالبيتهم ليس لهم دراية بالعلم الشرعي وقواعد اللغة، مما أثار استياء المواطنين.