18.34°القدس
19.08°رام الله
17.19°الخليل
24.3°غزة
18.34° القدس
رام الله19.08°
الخليل17.19°
غزة24.3°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

خيارات المقاومة بعد العدوان على قطاع غزة

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

الصحافة الصهيونية لم تتوقف عن دراسة الردود المتوقعة والممكنة للمقاومة الفلسطينية، كما لم تتوقف عن مناقشة اهداف العدوان الاخير على قطاع غزة ودوافعه وتوقيته، الى جانب مناقشة تصريحات الناطق باسم الجيش الصهيوني الذي وصفته الصحافة الصهيونية بأنه تصريح اخذ طابع الاعتذار للمقاومة الفلسطينية؛ ما جعل من محاولات نقل المعركة الى ارض العدو تتحول الى معركة داخلية محتملة بين اركان الكيان الاسرائيلي ومؤسساته حول جدوى هذه الهجمات الغاية منها.

فالكيان الاسرائيلي وقادته كانوا على موعد مع مناقشة توسيع حدود مدينة القدس، لتشمل ضم العديد من المستعمرات في الضفة الغربية، إلا أن التراجع عن القرار وبضغوط امريكية هدد بإشعال معركة داخلية بين اركان اليمين الصهيوني، كما كانت بانتظار تعثر المصالحة والاعلان عن فشلها أُمنية صهيونية لم تتحقق بعد، دافعا لنقل المعركة مباشرة الى قطاع غزة لتتحول بالتدريج الى ترقب واسع ليس في الكيان بل في الاقليم بأكمله انخرطت فيه مصر وامريكا في محاولة امتصاص واحتواء ردود الفعل الفلسطينية.

المقاومة الفلسطينية تملك خيار الرد، ما يتيح لها ان تناور وتفاوض لفترة ليست بالقصيرة، لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية ممكنة تعزز من مكانة المصالحة، او تعزيز علاقاتها بالقوى الاقليمية، وتعظيم الشروخ بين الكيان وحلفائه والقوى الاقليمية المنخرطة في الازمة الاخيرة؛ فالعدوان الصهيوني بقدر ما أربك المقاومة الفلسطينية الا انه ايضا احرج الكيان؛ بسبب سوء التخطيط والتوقيت والاهداف التي طالت حركة الجهاد الاسلامي.

فالكيان الاسرائيلي يعاني من ضغوط سياسية داخلية واقليمية، وتباينات تتسع احياننا، وتضيق اخرى مع حلفائه الامريكان بخصوص الحلول السياسية الممكنة، الى جانب التباينات مع مصر التي تبحث عن صيغة جديدة تتيح لها المجال للتعامل مع القطاع، واستعادة دورها الاقليمي؛ ما يعني ان محاولات نقل المعركة الى الساحة الفلسطينية تمثل الهدف الاساسي؛ امر يتطلب جهوداً فلسطينية مماثلة للاستثمار في الحدث، وتعميق الانقسامات والخلافات داخل المعسكر الصهيوني وعلاقاته البينية الدولية والاقليمية، ولعلها تكون مفتاح الحل وكلمة السر لتحديد خطة العمل في المرحلة المقبلة.