18.34°القدس
19.08°رام الله
17.19°الخليل
24.3°غزة
18.34° القدس
رام الله19.08°
الخليل17.19°
غزة24.3°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

استخلاص العبر من فاجعة النفق

عماد عفانة
عماد عفانة
عماد عفانة

شيع شعبنا حتى الآن سبعة شهداء ارتقوا جراء تفجير العدو للنفق الذي زعم أنه اجتاز حدود غزة قبل أيام، وأدت مساجد القطاع الجمعة صلاة الغائب على الشهداء الخمسة الذين تعذر انتشالهم.

بالقهر والدموع شيع شعبنا الشهداء، ومع تحفز الجميع لرد الصاع صاعين للعدو الغادر، حكمت الظروف الموضوعية جميع الفصائل بتأجيل هذا الرد وإضافة هذه الجريمة على كشف الحساب المفتوح مع العدو.

خط شهداء مجزرة النفق بدمائهم عدد من الحقائق المؤلمة التي غابت عن مسيرة الاعداد للمواجهة مع هذا العدو نذكر منها:

عدم امتلاك المقاومة لأي من الوسائل التكنلوجية لتأمين الأنفاق من الانكشاف من قبل العدو، فضلا عن عدم امتلاك وسائل تقنية واستخبارية تمكن المقاومة مع معرفة إن كان العدو قام باكتشاف أي من أنفاق المقاومة.

لا تملك المقاومة أي من المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ لمجاهدي الأنفاق سواء من العمال أو المحاربين.

عدم تصدي المقاومة للتوغلات الصهيونية المتكررة والمتواصلة في أطراف قطاع غزة وإبادتها، على غرار ما فعل الاحتلال في مجزرة النفق بحجة أنها عملية دفاعية، وأنها ملتزمة بالتهدئة، ولم تخترق الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، ما ضيع على المقاومة فرص كثيرة لإبادة القوات الصهيونية المتوغلة في قطاع غزة على مدى السنوات الماضية بناء على ذات الحجة الصهيونية، ما يمنح المقاومة الفرصة والمبرر للتعامل مع أي قوات صهيونية متوغلة في عمق القطاع دون اتهامها بخرق التهدئة.

امتلاك واستخدام العدو للغازات السامة في مجزرة النفق يوجب على المقاومة المعاملة بالمثل واستحداث تخصصات لإبادة العدو بالغازات السامة، وعقول أبنائنا قادرة على تركيبها وصنعها بأبسط الإمكانات.

عدم امتلاك المقاومة لفرق متخصصة للتعامل مع الكوارث وعمليات الإنقاذ، فمثل هذه الفواجع لا تكفيها النخوة للإنقاذ.

مواصلة المقاومة لمسيرة الإعداد على مدار الساعة، لتجهيز ميدان المعركة في العمق الصهيوني، يوجب على المقاومة استحداث فرق لممارسة التعمية والتمويه لتضليل العدو واشاحة ناظريه بعيدا عن ميادين الاعداد بالاستعانة بمختلف الوسائل التكنلوجية والأمنية والاستخبارية وتوظيف العملاء المزدوجين.

لا يكفي المقاومة امتلاك السلاح، بل يجب على المقاومة امتلاك كل وسائل حماية هذا السلاح.

وبما أن الأنفاق باتت سلاح استراتيجي لدى المقاومة، فيفترض على المقاومة امتلاك جميع وسائل التأمين لهذا السلاح الفعال، خصوصا وأن العدو رصد الميزانيات الضخمة لمقاومة وإحباط هذا السلاح، دون استثناء لأي من الوسائل.

لا نذكر هذه القائمة العدمية من باب الإساءة لمقاومتنا الباسلة، بل لدق الناقوس أمام فرق الإعداد والتجهيز للعودة والاستدراك لتصبح المقاومة ندا يحسب له العدو ألف حساب قبل أن يقدم على أي مجزرة مشابهة.