18.34°القدس
19.08°رام الله
17.19°الخليل
24.3°غزة
18.34° القدس
رام الله19.08°
الخليل17.19°
غزة24.3°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

​ بوصلة العرب التائهة

عبد الله المجالي
عبد الله المجالي
عبدالله المجالي

الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة لم يكن على جدول أعماله سوى بند واحد وهو «التهديدات الإيرانية للأمن العربي».

أحد الدبلوماسيين المصريين السابقين علق على ذلك قائلا: «كان على الجامعة العربية توسيع أجندة اللقاء وعدم حصره في التهديدات الإيرانية، وذلك لإضفاء أهمية عليه. هناك إلى جانب التهديد الإيراني تهديد إسرائيلي يحتل أجزاء عربية».

يبدو أن التهديد الإسرائيلي بات وراء ظهر غالبية الأنظمة العربية، بل إن بعضها بات يرى في الكيان الصهيوني حليفا وليس عدوا أو خصما أو منافسا.

يعبر عن ذلك جنرال عسكري خليجي حين سُئل عن إسرائيل فقال: «العلاقة بين بلدينا تشبه علاقة الأخوة». مضيفا: «إذا كان هناك حل بين إسرائيل والعرب أو فلسطين تحديدا، فإن ذلك سيجري على الطاولة، لأنني لا أعتقد أننا نشكل أي تهديد لإسرائيل، ولا أعتقد أن إسرائيل تشكل تهديدا لنا».

لا شك أن سياسات إيران في المنطقة خصوصا في سوريا أدت إلى تسهيل ذلك التسلل الصهيوني، بل أعطته دفعة قوية إلى الأمام، لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن يتحول العدو الصهيوني إلى حليف، ولا يعني أن تصبح القضية الفلسطينية وقضية الأقصى قضية هامشية في الأجندة العربية الرسمية.

على السياسيين الرسميين العرب أن يدركوا تماما أن «إسرائيل» هي العدو الأساسي للمنطقة برمتها، ومن يعتقدون أن «إسرائيل» ستتعاون معهم بكل إخلاص لتخليصهم من الخطر الإيراني وأذرعه في المنطقة؛ إما أنهم واهمون أو ساذجون، ولا يعرفون ألف باء السياسة.

فـ»إسرائيل» سعيدة بوجود الخطر الإيراني وتمدده لأنه يتيح لها بناء حلف مع الدول العربية المهدَّدة، ويتيح لها فرصة ذهبية لتهميش القضية الفلسطينية وصولا إلى تجميدها أو طيها، فإذا ما انتهى الخطر الإيراني فماذا ستفعل حينها إسرائيل؟!

«إسرائيل» تستثمر في الخطر الإيراني، وهل رأيت مستثمرا يحب أن تنتهي استثماراته؟!