19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.66°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.66°
السبت 05 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

هيلي تهدد بــ«البعبع» الأمريكي

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

نيكي هيلي مندوبة واشنطن في الامم المتحدة حذرت الدول في الجمعية العمومية من التصويت لصالح قرار يرفض الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، وهددتهم بتقديم اسمائهم لـ»البعبع» ليعاقبهم.

امر طريف جدا! إنها تهددهم بـ «بعبع» اسمة ترمب الذي طلب منها تزويده بأسماء الدول التي ستصوت لصالح القرار ليتخذ اجراءات خطيرة وغير مسبوقة على تويتر على الارجح، او لعله يضيفهم كسطر في استراتيجيته المعلنة مؤخرا.

تصطف الولايات المتحدة الامريكية في مواجهة العالم لتصبح الشمعة التي تحدث عنها الحاخام «الراباي» الصهيوني لإضاءة منزل الظلام الممثل بالامم المتحدة والمشار اليه من قبل مندوب الكيان في خطابه الديني الانجيلي المتطرف امام مجلس الامن، مزدريا بذلك الامم والشعوب الممثلة فيه وكأنها بلا قيم او معتقدات خاصة بها.

الكشف عن التهديد بحد ذاته من قبل ممثلي الدول الاعضاء يعكس حالة الامتعاض التي تشعر بها الدول من السلوك الغوغائي والمتطرف للادراة الامريكية،  وتعطي مؤشراً على ارادة التحدي لدى المجتمع الدولي لإرادة الولايات المتحدة الامريكية، مضعضعا بذلك نفوذها وهيبتها في الساحة الدولية، ومُعظِّماً التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني.

سلوك هيلي وخطابها يؤكد مرة اخرى ضرورة استبعاد امريكا من اي دور قيادي تلعبه في المنطقة العربية، حتى لو كان تشاورياً كما يتحدث البعض احيانا؛ اذ ان العودة الى امريكا ستعني ازدراء العالم للعرب ولقضيتهم التي تعاطفوا معها ودعموها؛ فالواقعية السياسية تقتضي الابتعاد عن امريكا، لا العودة الى حضنها وخزعبلاتها الانجيلية المتصهينة.

سلوك هيلي محرج لكل من لايزال يعتقد بأن الولايات المتحدة يجب ان يكون لها دور في أي شكل من الاشكال فهي لم تعد تستحقه؛ اذ انها تزدري حلفاءها وتزدري الامم المتحدة والقانون الدولي، ولا تحترم سيادة الدولة والمجتمع الدولي والانساني بالمطلق، فلماذا يحاول البعض مجاملتها الى الان والحديث عنها وكأنها الملاذ الوحيد.

فمكاسب امريكا من قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان معدومة؛ فالقدس ساعدت كثيرا في تسريع التوجهات لعزل الولايات المتحدة والادارة القائمة التي تجاوزت العديد من الحدود في تعاملها مع المجتمع الدولي والحلفاء، كما ظهر الكيان بصورة عنصرية قاتمة وحالة دينية مهوسة بـ»هرب مجدون» ونهاية الزمان والانسان؛ فالسياسة الامريكية وجهت لطمة قوية لكل مشاريعها التطبيعية بفرض هوية صهيونية على المنطقة والشعوب كبديل للهوية العربية الاسلامية، والاهم من ذلك تدمير صفقة القرن وتحويلها الى رماد وسراب.

في مقابل ذلك فإن الفلسطينيين كسبوا وحدة الصف وفجروا انتفاضتهم على وقع حراك عربي واسلامي وعالمي شرعن حقهم في المقاومة والمواجهة ومكنهم من تحقيق توازن هش «نعم»، ولكنه لم يكن موجودا من قبل، واخيرا حصلوا على تعاطف دولي غير مسبوق؛ امر يحتاج الى استثمار وتوظيف لتكريس الواقع الجديد؛ اذ ان الواقع المتخلق يشكل عنصر قوة لا يستهان به، ولا يقوضه الا العودة الى امريكا وتجديد دورها القيادي التدميري؛ فالعالم لن يحترم العرب إن عادوا لحضن امريكا وسيزدريهم بشدة بعد ان احتشد وواجه البعبع الامريكي الى جانبهم.