17.23°القدس
16.99°رام الله
16.08°الخليل
19.03°غزة
17.23° القدس
رام الله16.99°
الخليل16.08°
غزة19.03°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: قفزة نوعية في الرعاية الصحية

في البلاد الأكثر استقرارًا والأكثر رفاهية يحظى ملف الرعاية الصحية بمرتبة متقدمة بين أولويات الحكومة والأحزاب والدولة. أعتقد أن أكبر إنجاز يمكن أن يفتخر به أبو حسين أوباما في ولايته الأولى هو ملف الرعاية الصحية. قبل أيام صادقت المحكمة بأغلبية (5 قضاة مقابل 4 قضاة) على مشروع أوباما هذا. فور إعلان المحكمة خرج أوباما في مؤتمر صحفي يخاطب الشعب الأمريكي معتزًا بهذا النصر الكبير لرؤيته في خدمة الشعب، وفي إدارة الملف الصحي، الذي يدخل (50 مليون نسمة) إلى دائرة التأمين الصحي. ليس غرضي من هذه المقدمة تفصيل الحالة الصحية في أمريكا، ولكن غرضي الأساسي هو فلسطين، وبالذات غزة. فلقد أنجزت الجامعة الإسلامية بغزة بقيادة رئيس مجلس الأمناء، ورئيس الجامعة الإنجاز الأكبر في مجال الرعاية الصحية العامة في غزة من خلال تخريج الفوج الأول من كلية الطب بالجامعة. الإنجاز الكبير الذي ضم ثلاثين خريجًا وخريجة هم أول مخرجات عمل وطني جاد ومتواصل للقادة، وطاقم الكلية، وتعاون وزير الصحة، ورعاية الحكومة ورئيس الوزراء. لقد استمعت بشغف إلى شهادات الكفاءة العالية النوعية التي أدلى بها أساتذة من بريطانيا ومن مصر في وصف قدرات الخريجين وكفاءتهم وتميزهم المنافس لخريج الجامعات الأوروبية. لا أود الحديث عن حالة الرعاية الصحية في غزة، وهي حالة أزعم أنها تتقدم نحو الأحسن والأفضل رغم المعوقات اللوجستية والمالية، فهذا الحديث له موضوع آخر، غير أنني أشعر أن ما قدمته الجامعة الإسلامية هذا الأسبوع من خلال فوج الأطباء الأول هو قفزة نوعية على مستوى العمل الوطني العام، وعلى مستوى ملف الرعاية الصحية بشكل خاص، وأحسب أن الجهة الأكثر ابتهاجًا بهذا الإنجاز بعد الجامعة والخريج نفسه هو وزارة الصحة التي ستحتضن أول إنتاج وطني في هذا المجال وتقدمه للمجتمع، لتقول من خلاله إن الفلسطيني يمكنه صناعة المعجزات، ويمكنه تحدي الحصار حين يمتلك الإرادة. أعلم أن رئيس الوزراء قد حضر حفل تخريج الفوج الأول، وكانت له كلمة جيدة ومبشرة في الحفل، ولكن ما حصل ليس كافيًا فيما أحسب، إذا ما أجريت موازنة بين ما عندنا وما عند أوباما في هذا الملف، ولست أدري هل يرجع السبب إلى الفارق بين مجتمعين أحدهما مستقر ويبحث عن الرفاهية وآخر عندنا شغلته السياسة ومسألة الحرية عن الصحة ومقتضياتها. لا أطلب التماثل في كلامي، ولكني أشعر أننا قمنا بإنجاز كبير من خلال الجامعة الإسلامية على مستوى العمل الوطني العام، ولكننا لم نحسن تسويقه ورعايته وتغطيته إعلاميًا بما فيه الكفاية. غزة تقدم أطباء من إنتاج وطني، بنوعية وكفاءة متميزة، حدث كبير يحدث لأول مرة منذ النكبة في عام 1948م. إنه حدث كبير يبعث الأمل في المستقبل، ونحن بحكم ما يسكننا من قلق في فلسطين لا نحسن استغلال الأمل، وحين نقدمه إلى مجتمعنا نقدمه بشكل باهت، على قاعدة الإيجاز وعدم الفخر، بينما نغرق ونبالغ في حالات الألم والتشاؤم، الأمر الذي يجعلنا نطالب بحالة من التوازن، يتقدم فيها الأمل على الألم، ويجدر بالجامعة الإسلامية أن تقود محاولة العلاج هذه.