انتشر الجيش التونسي في عدة مدن تونسية لحماية المقرات السيادية، في وقت تشهد فيه البلاد احتجاجات اجتماعية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية، بلحسن الوسلاتي، إنه «تم بالتنسيق مع السلطات المدنية (الولاة) نشر أكثر من ألفي جندي تونسي لحماية المقرات السيادية والمنشآت الحساسة والحيوية».
وقال الوسلاتي إنه « تم في مرحلة أولى الثلاثاء الماضي، نشر ألفي جندي في 123 نقطة مختلفة من البلاد»، مبيناً أن عدد الجنود ارتفع إلى أكثر من 2100 عسكري مساء الأربعاء.
وأوضح أن «الجنود يقومون بدوريات مشتركة مع وحدات الأمن وأخرى منفردة»، كما أن «هناك تشكيلات عسكرية موجودة في الثكنات جاهزة للتدخل عند الحاجة».
من جهتها قالت وزارة الداخلية التونسية أمس الخميس، إن الشرطة اعتقلت 330 محتجا متورطين في أعمال شغب وتخريب الليلة الماضية، مع تصاعد حدة الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت البلاد لليوم الثالث على التوالي ضد إجراءات تقشف، بينما انتشر الجيش في عدة مدن تونسية.
وأوقف أكثر من 300 شخص في الساعات الـ24 الأخيرة في تونس حيث جرت صدامات بين متظاهرين والشرطة لليلة الثالثة على التوالي، كما أعلنت السلطات الخميس. وبذلك يرتفع عدد الموقوفين في هذه الحوادث إلى 500 شخص منذ اندلاع هذه الاضطرابات التي يغذيها استياء شعبي، الإثنين، مع اقتراب الذكرى السابعة للثورة التونسية التي طالبت بالعمل والكرامة، وأطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في كانون الثاني/يناير 2011.
وأوقف 328 شخصا الأربعاء بتهم سرقة ونهب وإضرام حرائق وإغلاق طرق وقعت في الأيام الأخيرة، حسبما قال الناطق باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني، موضحا في الوقت نفسه أن «حدة العنف تراجعت عما كانت عليه في الأيام السابقة». وكان 237 شخصا أوقفوا الثلاثاء، حسب المصدر نفسه.
وحسب المتحدث، عمد محتجون إلى إحراق منطقة الأمن الوطني في مدينة تالة التابعة لولاية القصرين (وسط غرب تونس). كما جرى تحطيم بعض المحال التجارية، وروى شهود أمس تعرضهم إلى عمليات سطو من قبل عدد من المخربين المدججين بالسيوف.
ووقعت صدامات جديدة ليل الأربعاء الخميس في مدن عدة بينها سليانة (شمال غرب) والقصرين (وسط) وطبربة التي تبعد ثلاثين كيلومترا غرب العاصمة التونسية. ففي سليانة رشق شبان قوات الأمن في الحجارة والزجاجات الحارقة وحاولوا اقتحام محكمة في وسط المدينة، في حين ردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع. ووقعت مواجهات في بعض أحياء العاصمة أيضا.
وفي مدينة القصرين الواقعة في منطقة فقيرة تجددت الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث حاول شبان تقل أعمارهم عن 20 عاما قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة وعمدوا أيضا إلى رشق عناصر الأمن في الحجارة.
وفي طبربة نزل عشرات المتظاهرين إلى شوارع هذه المدينة التي شيعت الثلاثاء رجلا توفي أثناء صدامات دارت ليل الإثنين الثلاثاء. وردت الشرطة على المتظاهرين بكميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أفاد أحد السكان.
وقال الشيباني إن المركز الرئيسي لشرطة تالة (شمال) أحرق، مشيرا إلى أن 21 شرطيا جرحوا في جميع أنحاء البلاد. وقال شهود إن الجيش انتشر في مدينة تالة القريبة من الحدود الجزائرية بعد انسحاب كلي لقوات الأمن من المدينة مساء الأربعاء عقب حرق المتظاهرين لمنطقة الأمن الوطني في المدينة.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز ولاحقت المحتجين، وانتشر الجيش في سوسة وقبلي أيضا سعيا لحماية المباني الحكومية التي أصبحت هدفا للمتظاهرين في عدة مدن. وقال خليفة الشيباني المتحدث باسم وزارة الداخلية إن القوات الأمنية اعتقلت حوالى 330 شخصا متورطين في أعمال تخريب وسلب الليلة الماضية، ليرتفع عدد المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات العنيفة يوم الإثنين إلى حوالى 600 شخص.
وبدأت تظاهرات سلمية متقطعة الأسبوع الماضي في تونس احتجاجا على ارتفاع الأسعار وموازنة تقشف دخلت حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني/يناير 2018 ونصت على زيادة الضرائب.