14.42°القدس
14.19°رام الله
14°الخليل
18.51°غزة
14.42° القدس
رام الله14.19°
الخليل14°
غزة18.51°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: القاتل معلوم، والجرسون مجهول؟

من قتل ياسر عرفات (بالبولونيوم) المشع؟! ولماذا قتل بهذا السم المعقد الذي تسمع به فلسطين لأول مرة؟! ثمة إجماع فلسطيني وشبه إجماع عالمي أن (إسرائيل) التي قتلت ياسر عرفات. الكشف الاستقصائي الرائع والمؤسس على قواعد علمية يضع حكومة تل أبيب في قفص الاتهام. البولونيوم الشمع لا يمتلكه ولا ينتجه أحد من حاشية ياسر عرفات، وإنما تنتجه وتمتلكه (إسرائيل) صاحبة المفاعل النووي في (ديمونا) المحتلة. حكومة تل أبيب هي صاحبة المنتج القاتل، وهي صاحبة قرار القتل، وإذا أثبتت التحقيقات تورط واحد من حاشية عرفات بعلم أو بدون علم، فهو بمثابة (الجرسون)، أو المراسل. من هو الجرسون المشارك في الجريمة؟! وكيف يمكن اكتشافه؟! وهل الكشف عنه سيكشف عن القاتل، وعن المنتج، وعن كيفية وصوله إلى طعام عرفات أو شرابه أو دوائه؟!. للإجابة عن هذه الأسئلة؟! امتلاك القدرة يحتاج إلى امتلاك الإرادة أولاً، منذ الوفاة قبل ثماني سنوات والشعب الفلسطيني كله يقول: إن (إسرائيل) قتلت ياسر عرفات بالسم، غير أن قيادة الشعب والسلطة، وقادة "م ت ف"، وقادة فتح، فقدوا الإرادة والقدرة للوصول إلى الحقيقة. الجزيرة فقط هي التي وفرت الإرادة، ووفرت القدرة، فوصلت إلى هذا الكشف المذهل بعد ثماني سنوات من القتل؟! لا أود مناقشة الدوافع التي تقف خلف الجزيرة، فهذا أمر يخص الجزيرة، ولكن ما يخصني كفلسطيني هو النتيجة القائلة بأن ياسر عرفات قتل بسم البولونيوم المشع، وأن الأدلة العلمية المتوفرة الآن كافية لإثبات أن الوفاة لم تكن طبيعية، وأن جريمة القتل من النوع المعقد الذي تستطيعه الحكومات، ولا يستطيعه الأفراد. ثمة شكر واجب يقدمه الشعب الفلسطيني للجزيرة، وثمة اتهام بالتقصير يوجهه الشعب إلى المؤسسات الفلسطينية التي قادها ياسر عرفات وترأسها في حياته. فهل ستتحرك هذه المؤسسات لمعالجة التقصير، والإحراج الذي تسببت به الجزيرة بمواصلة الطريق والكشف عن (الجرسون)، وعن الكيفية التي وصل به السم إلى طعام عرفات. لا أحسب أن الدول الدائمة في مجلس الأمن ستقرر إنشاء محكمة دولية على غرار محكمة الحريري، لأنه لا مصلحة لها في ذلك والمسائل الأخلاقية ليست محركًا رئيسًا للقرارات الدولية، لذا يجدر بالسلطة نفسها تشكيل محكمة من خبراء دوليين تحت مظلة مشتركة مع جامعة الدول العربية من أجل الوصول إلى المجرمين الحقيقيين. ربما تتعرض السلطة لتهديدات تمنعها من مواصلة الطريق الشائك هذا، لذا يجدر بالفصائل تشكيل مجموعة ضغط مواز لهذه التهديدات المحتملة لكي يصل الشعب إلى الحقيقة. ربما يكون القاتل معروفًا في القراءة العامة، ولكن مَن الجرسون؟ وكيف تمت عملية القتل؟!.