21.04°القدس
20.55°رام الله
19.42°الخليل
23.25°غزة
21.04° القدس
رام الله20.55°
الخليل19.42°
غزة23.25°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: زوجات الشهداء شموع تحترق لإسعاد أبنائهم

أجمعت زوجات الشهداء تطبيقاً لا قولاً على أن مهمتهم الأساسية بعد رحيل أزواجهم تكمن في إسعاد أبنائهم ، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم ، والعمل الجاد على القيام بدور الأب والأم في آن واحد . فقد اعتبرت زوجة الشهيد درويش مقداد وهي أم لأربعة أطفال أن أبرز التحديات التي تواجه زوجات الشهداء هي مرحة الصدمة الأولى ، وهي المرحلة التي لا تعلم كيفية التعامل مع أبنائها بصفتها أما وأبا بنفس الوقت . ونوهت أم محمد إلى أن الأيام الأولى لرحيل الشهيد لا يشعر ذوي الشهيد بفراقه ، نظر لاجتماع الناس حولهم ، لكن سرعان ما ينفض الناس إلى مشاغلهم ، وتجد أم اليتامي نفسها أمام وابل من الأسئلة التي يصبها عليها أبنائها " أين بابا ، وين راح ، هل سيعود ، اشتقت لأبي " ولا تعلم الأم من أين تجيب ولا كيف تجيب . وتشير أم محمد خلال لقاء خاص مع " شبكة فلسطين الآن " إلى أن أصعب مرحلة تمر بها زوجات الشهداء في تربية البناء عند بلوغهم سن المراهقة ، حيث يشعر الأبناء بغياب الأب وبالتالي غياب الرقيب ، الأمر الذي يستوجب مراقبة دائمة ، ونصائح مستمرة . وشكرت زوجة الشهيد درويش مقداد جميع جيرانها وأصدقاء زوجها ، خاصة من الشرطة البحرية وكتائب القسام على وقوفهم معهم في محنتهم ، ومشاركتهم أتراحهم وأفراحهم ، مشددة على أن المحيط الخارجي يؤثر بالسلب والإيجاب على أسرة الشهيد . وقالت :"يؤثر المحيط ايجابياً بالدعم المعنوي أو المادي لهم ، والوقوف إلى جانبهم ، وزيارتهم ، وتشجيعهم على التقدم والنجاح ، والاهتمام بأبناء الشهيد ، والحرص على توفير مستقبل أفضل لهم ، أما بالسلب فتكمن على حد وصف أم محمد " بتكسير مجاديف البناء لدى أسرة الشهيد " وإحباط المعنويات ، وتحميل أبناء الشهداء المسئولية مبكرا" . [title]عوامل النجاح[/title] " الثقة بالنفس ، والشعور بأن الله اختصنا ومنحنا منحة تربية الأيتام ، ومنحة أن تكوني زوجة شهيد ، وبالتالي يجب أن نكون على قدر المسئولية ، وعند حسن ظن ربنا بنا ، وأن نشعر بأن جميع أعمالنا في ميزان حسناتنا ، فالمصاعب والشدائد تكون بمثابة تكفير للذنوب ، والابتلاء على قدر الإيمان " . بهذه الكلمات لخصت أم محمد عوامل النجاح التي ينبغي على زوجات الشهداء إتباعها للوصول إلى مستقبل أفضل لأبنائها ، مضيفة أنه يجب تعويض الأيتام عن كل شيء قد يشعرهم بأنهم أقل من غيرهم ، وبتالي يتوجب أن تكون مخططات النجاح منظمة ، مع أن أغلب انجازاتنا سارت على البركة وبمعية الله ومن دون تخطيط . وتطرقت الزوجة المكلومة إلى موضوع راتب الشهيد قائلة : " راتب الشهيد الذي عنده أولاد يكفي مصروف للبيت ، ولا يمكن الادخار منه إلا الشيء اليسير ، حيث أن مصاريف أبناء الشهداء تكون أكثر من غيرهم ، لتعويضهم عن النقص ، ولعدم اشعارهم بأنهم أيتام أو أقل من غيرهم ، لكن يتوجب الحنكة في صرف الراتب ، وعدم الثقة العمياء أو المطلقة بالأبناء " . [title]انجازات من وسط الجراح[/title] " شعرت أنه يجب علي أن أوفر لأبنائي بيت مستقل ، أؤسسه لهم قبل أن يكبروا ، وأحقق حلم والدهم الشهيد " من هنا كانت بداية انجازات أم محمد لأبنائها الأربعة " محمد 17 عاما ، سامر 14 عاما ، نسيم 10 أعوام ، عمرو 7 أعوام " . البداية كانت بسداد الديون المتراكمة على قطعة الأرض التي اشتراها الشهيد درويش لأولاده قبل استشهاده بفترة وجيزة ، حيث قامت حركة حماس بسداد القسم الأكبر منها ، لتكون الانطلاقة من أرض خالية ، يتحقق عليها حلم الأيتام . ومما وجدته عدسة فلسطين الآن خلال زيارتها لبيت الشهيد درويش مقداد أن زوجته أم محمد نجحت في توفير بيت آمن وكبير وجميل ، كما خطط وتمنى زوجها ، وكما أشار عليها أبنائها ، ليكون انجازا كبيرا يصعب على كثير من الرجال تحقيقه . أما الانجاز الثاني الذي حرصت أم محمد على مواصلته فهو استكمال التفوق لأبنائها في دراستهم ، حيث أنهم جميعا من الطلبة المتفوقين في مدرسة الصلاح الإسلامية بمدينة دير البلح ، وذلك من خلال متابعتهم ومراقبتهم وتوجيههم باستمرار . والانجاز الثالث لأم محمد يتمثل في تحقيق طموح أبنائها ، من خلال تنمية مواهبهم ، والتي تعددت بينهم ، فبرعوا بالخطابة وإلقاء الشعر والخط الجميل ، حيث أن محمد كان مقدما لبرنامج على فضائية الأقصى قبل نحو 3 أعوام . واختتمت أم محمد حديثها بالشكر لكل من ساعدهم ووقف إلى جانبهم ، داعيا زوجات الشهداء إلى تسخير حياتهم خدمة لأبنائهم ، والعمل الجاد على إيجاد أرضية مناسبة توفر لأبنائهم حياة كريمة ، ومعيشة صالحة ، ومستقبل أفضل ، لغد واعد مشرق . ومن الجدير بالذكر أن الشهيد درويش عادل مقداد ، من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، عمل في الشرطة البحرية ، ومن أبرز مجاهدي كتائب القسام ، استشهد برفقة الشهيد وليد أبو يوسف فجر الاثنين 3-3-2008م ، اثر قصف الاحتلال لموقع الشرطة البحرية غرب مخيم النصيرات .