كشف تحقيق استقصائي لجريدة العربي الجديد، عن تنسيق وتعاون بين إدارة شبكة "أورينت" الإعلامية السورية والاحتلال الإسرائيلي؛ بهدف تقريب وجهات النظر الإسرائيلية للرأي العام السوري.
حيث كشفت تسريبات من داخل شبكة "أورينت" الإعلامية والإنسانية المملوكة لرجل الأعمال السوري المقيم في دبي محمد غسان عبود، عن تعاونها مع الاحتلال الإسرائيلي في إطار مشروع يعمل عليه جيش الاحتلال لإنشاء بيئة صديقة في مناطق جنوب سوريا.
يكشف تحقيق العربي أن عبود يملك رؤية لها أبعاد أمنية واستخباراتية ودعائية؛ من خلال سعيه للترويج لبرنامج "حسن الجوار" الذي أسسه ويديره ويشرف على تنفيذه قيادات في جيش الاحتلال الإسرائيلي تستهدف منطقة جنوب سوريا.
ويسعى الاحتلال من خلال مشروع "حسن الجوار" إلى إظهار "الجانب الإنساني" له، عن طريق خلق علاقات طيبة مع السوريين القاطنين على الحدود لدواع أمنية، وتشكيل بيئة غير عدائية لـ"إسرائيل" عن طريق تقديم مساعدات إغاثية وعلاج الجرحى، وفقا لما جاء على الموقع الرسمي لجيش الاحتلال.
وتكشف "العربي الجديد" عن تنظيم عدة اجتماعات بين ممثلين عن مؤسستي أورينت الإعلامية والإنسانية ومسؤولين سياسيين وأمنيين صهاينة، من بينها اجتماع عقد في مدريد، في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2016م.
تسعى إدارة أورينت إلى نشر ثقافة الانفتاح على "إسرائيل" بين العاملين بها، ويسعى مالكها إلى "تغيير آراء الموظفين في القناة لصالح آرائه المتعلقة بـ"إسرائيل"، وفقا لجريدة العربي، التي استشهدت بتعليق أحد الموظفين بالشبكة "هناك مفاهيم جديدة تتبلور يوما بعد يوم وربما يكون إيجاد قاسم مشترك مع الإسرائيليين للتعايش هو أساس المرحلة المقبلة".
يذكر التحقيق أن مراسل أورينت في القنيطرة شارك بفيديو ترويجي لبرنامج "حسن الجوار" كان قد نشره الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في 19 يوليو/تموز من عام 2017 على مجموعة مراسلو أورينت نيوز، وهو ما يعلق عليه محمد عبود أن أورينت الإنسانية عرض عليها الفيديو وطالبت بعرضه على السوريين لتعرف تقييمهم لهذه الخطوة، مشيرا إلى أن الفيديو تم تصويره قبل عام وعرض بناء على طلب أورينت الإنسانية.
تؤكد "العربي الجديد" أن "إسرائيل" تستغل مسألة الدعم الإنساني في خطابها الدبلوماسي، إذ تضخم الأمر لأهداف سياسية بحتة، ولتخفي وجهها الإستعماري للمنطقة توظف مبالغ هزيلة بزعم دعم قضايا اللاجئين.
وهو ما أكد عليه المفكر السوري ورئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون، الذي يعقب بالقول: "إن من يراهنون على إسرائيل لدعم الثورة السورية، بل حتى المساهمة في وقف المِحنة التي تعيشها البلاد لن يحصدوا سوى الوهم، إذ إن "إسرائيل" ليست جزءا من الحل ولكنها أساس المشكلة، لأنها تهدف إلى تدمير سورية وتقسيمها اذا أمكن إلى دويلات".