23.89°القدس
23.5°رام الله
22.75°الخليل
26.6°غزة
23.89° القدس
رام الله23.5°
الخليل22.75°
غزة26.6°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: حفلات الأعراس.."ماجنة"و"إسلامية"هل من فرق؟

جاء فصل الصيف.. وانتهت امتحانات الثانوية العامة التي تعطّل مسيرة الأعراس.. فبدا المشهد مكتظاً بعشرات الأعراس يومياً.. حيث لا يكاد يخلو حي من عرس هنا ومن فرح هناك. ظاهرة جميلة تشهد لغزة وشعبها الصامد أنه استطاع بفضل الله أولاً وصموده ثانياً أن يزرع الأمل وينتزع اليأس، وأن يسرق لحظات السعادة من بين فكي الحصار والظلام والعدوان (الاسرائيلي).. ليقهر القهر ويعلي الابتسامة رغم الألم. جاءت الأعراس بغثها وسمينها لترجع إلى الواجهة قضية أصبحت مدار جدل واسع بين المهتمين والغيورين والتي تتعلق بالحفلات التي يطلق عليها أنصارها أنها إسلامية وبين الحفلات العادية أو التي يطلق عليها مناوؤوها بالحفلات "الماجنة". فقد بدأ بعض الناس الذين يقيمون حفلات "ماجنة" يساوون بينها وبين الحفلات "الإسلامية" إذا ما سألوا عن السبب في إحضار مثل هذه الحفلات. [title]مبررات [/title] أبو محمد رجل في أواسط الخمسينات زوّج ولديه الكبيرين اللذان أحضرا ليلة زفافهم فرقة موسيقية ليحتفلوا مع أصدقائهم بيوم زفافهم.. برر موافقته لولديه على إحضار فرقة غير ملتزمة بقوله :" الحفلات كلها واحد .. لا أستطيع أن أجد فرقاً بين هذه وتلك على الإطلاق.. الموسيقى ظاهرة في كلا الحفلتين، والناس أصبحت غير قادرة على التمييز". وبرر ذلك في حديثه مع "[color=red]فلسطين الآن[/color]": "هو يوم وخلي الشباب يفرحوا بكفي هم وغم .. بدنا نفرح ". أما أبو عماد فقد أحضر في ليلة حفل زفاف ولده فرقة إسلامية، ولدى سؤال "[color=red]فلسطين الآن[/color]" إياه عن السبب أجاب قائلاً :" نحن عائلة ملتزمة، وهذه الفرقة تقدم نشيداً كلامه طيب، ويختلف عن كلمات الأغاني التي تقدمها الفرق "الماجنة"". وأشار إلى أمر آخر يتعلق بالمنشدين العاملين في الفرق الإسلامية وقال:" المنشدون والعاملون في هذه الفرقة كلهم من شباب المساجد ويعلمون الحلال والحرام ويقدمون فناً يتناسب مع ذلك ، بخلاف العاملين في الفرق"الماجنة "الذين هم في الغالب بعيدون كل البعد عن المساجد والتربية الصالحة". وعن الانتقادات التي توجه للفرق الإسلامية لاستخدامها الموسيقى في حفلاتها ، اعتبر أبو محمد ذلك اجتهاداً في مباح وقال :" هم يجتهدون وهناك آراء فقهية كثيرة تحل لهم ذلك ، فليس العبرة بالموسيقى إنما العبرة في الشخص والكلمة كما قال بعض العلماء . [title]لا مقارنة[/title] من جهته رفض "خالد النعيزي" مدير فرقة الفوارس واسعة الانتشار في قطاع غزة- في اتصال هاتفي مع "[color=red]فلسطين الآن[/color]"- المقارنة بين الحفلات الإسلامية التي تقدمها الفرق الملتزمة والماجنة التي تقدمها الفرق غير الملتزمة وقال: "لا مجال للمقارنة فنحن نتحرى أن يكون عملنا خالصاً لله عز وجل وبعيد عن الشبهات والحرام ، فنحن نتحرى الحلال فيما نقدمه من فن سواء كان مسرح أو نشيد". [title]الموسيقى والكلمات[/title] وفي معرض رده على القائلين بان الفرق الإسلامية تستخدم الموسيقى أوضح النعيزي أن فرقته وكثير من فرق قطاع غزة لا تستخدم الموسيقى بشكل كبير وقال :" ما نستخدمه هو النحاسيات وقد تظهر بعض التشكيلات الموسيقية لكننا لا نستخدم الوتريات أو المزمار على الإطلاق ". وحول الأسباب التي أدت إلى ظهور النشيد الإسلامي بمظهر صوتي يقترب إلى الأغاني الماجنة بين النعيزي أن السبب يعود إلى رغبة لدى العاملين في مجال النشيد لمواكبة الحداثة والعصرية فيما يقدمون . أما عن ضعف الكلمات والرسالة التي تقدمها الحفلات الإسلامية ، فقد عزا النعيزي ذلك إلى قلة الكتاب والملحنين الإسلاميين وقال :" المشكلة في الفن الإسلامي أنه يعاني من قلة من يكتبون ويلحنون مما يجعلنا نضطر للتعامل مع ملحنين وكتاب ذوي ميول غير إسلامية ". [title]الحل[/title] ولحل هذه الإشكاليات وضبط العمل للفرق الإسلامية في قطاع غزة ، طالب مدير فرقة الفوارس بتشكيل لجنة من الشرعيين والمتخصصين في مجال النشيد والموسيقى لوضع ضوابط شرعية تسمح بالعمل الفني في إطار إسلامي يواكب الحداثة وينضبط بضوابط الشريعة الإسلامية بكل مميزاتها وصفاتها ". [title]وللشرع كلمة[/title] الشيخ صادق قنديل من ناحيته أكد في اتصال هاتفي مع "فلسطين الآن" أنه لابد أن يقر الجميع من الناحية الشرعية أن الحفلات الإسلامية أفضل بكثير من الحفلات "الماجنة" ، لكنه استدرك بالقول:"الفرق والمجموعات التي تطلق على نفسها اسم الإسلام لابد لها من مرجعية شرعية تضبطها". وشدد قنديل أن الحفلات الإسلامية تختلف اختلافاً كلياً عن الحفلات الماجنة مضموناً وهدفاً ووسيلة واستشهد يقول الله تعالى" أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون" وأوضح قنديل أن قضية مثل هذه تحتاج إلى النظر فيها بشكل شامل ، معتبراً المساواة بين النوعين ظالماً ، مورداً بعض الفروق بقوله :" الأفراح الإسلامية تعطي دلالة في نفوس الناس تجعلهم يشعرون بإيجابية الإسلام وقدرته على طرح البدائل في المقابل كلمة "الماجنة " توقع في النفس معاني الرذيلة والاختلاط والمجون ". وأشار إلى فرق آخر يتعلق بكلمات الأناشيد الإسلامية التي تذكر بالله وبحقوق الزوج والزوجة وبر الوالدين والدعوة للإسلام ومبادئه الجميلة ، في المقابل الأغاني الماجنة حسب قنديل فارغة ولا معنى لها ولا روح ومجرد رقص ولهو. أما الفرق الأهم من وجهة نظر قنديل فهو الإطار الشرعي الذي يحكم الفرق الإسلامية وإن اختلفت الاتجاهات ،بينما الفرق والحفلات الماجنة لا إطار شرعي يحكمها وكل شيء مباح في سبيل المتعة واللهو والفرح . ودعا الداعية قنديل في ختام حديثه مع "فلسطين الآن" كافة القائمين على الفرق الإسلامية إلى العودة إلى مراكز الإفتاء المنتشرة في القطاع سواء التابعة للأوقاف أو الموجودة في الجامعة الإسلامية بغزة لطرح ما لديهم والاستبصار بالرأي الشرعي السديد الذي يجعلهم يعملون على هدى وبصيرة .