تعددت طرق تربية الأطفال في مجتمعنا، و اختلفت من أسرة لأخرى، فبعض الأسر تتبع الشدة و التعنيف في تربية و توجيه أبنائها، ومنها من يستخدم أسلوباً مختلفاً، يعتمد على التفاهم والحوار، إلا أن هناك أساليب أخرى تدخل في طرق تعامل الآباء مع أبنائهم، و يعتبرون أنها تؤثر بشكل أقوى على استجابة أطفالهم لتوجيهاتهم بشكل أكثر سرعة وفعالية.
ويعتبر أسلوب الثواب أو المكافأة أحد الطرق التي يعتبرها الوالدان سلاحاً فعالاً في التأثير على أطفالهما، حيث أن للمكافأة أثر كبير في تعزيز السلوك الإيجابي، لا سيما إذا لم تقتصر على المكافآت المادية فقط، بل تشمل جوانب معنوية أخرى.
لكن وقت ومناسبة إعطاء تلك المكافأة للطفل و وضع الطفل الآني يجعلها تقع أحياناً موقع الرشوة بدلاً من أن تكون هدية، و ذلك قد يشكل خطراً عليهم من الناحية التربوية.
فالرشوة للطفل كوسيلة للتملق آليه أو للسيطرة عليه، وغالباً ما تعطى له في وسط نوبة غضب أو سلوك مزعج يقوم به، فهي تعتبر مكافأةً له على سلوك غير مرغوب فيه، قد تحول طاعة الطفل للمساومات، بينما تعطى المكافأة كتقدير وتثمين لعمل أو إنجاز قام به الطفل.
في هذا الصدد تقول زهراء، أم لثلاثة أطفال إنها كثيراً ما تقوم باستخدام أسلوب المكافأة مع أبنائها عندما يقومون بأعمال إيجابية لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على الاستمرار في السلوك الجيد.
و أشارت الى أن الأطفال بحاجة ماسة إلى الشعور بالتقدير من خلال الإثابة على كل سلوك حسن يصدر عنهم، إلا أنها أكدت بأنها تمتنع عن إعطاء المكافأة لأبنائها على سلوك مشروط من قبلهم، معتبرة أن المكافأة يجب أن تأتي بعد تنفيذ السلوك مرغوب وليس قبله.