11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
15.86°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة15.86°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: لا مؤبد في السياسة

الإعلام الكاره للتيارات الإسلامية يقفز كعادته عن الحقائق و يتجاهل الوقائع و يسبح في الفبركات والتجديفات المضللة. لا توجد في العالم اتفاقيات ثنائية تقوم على قاعدة التأبيد المطلق إلى أن تقوم القيامة . الاتفاقات يبرمها عادة قادة مظروفة حياتهم بظرف زمني محدد ، و يخضعون عند التوقيع والإبرام إلى ظروف لا تعرف الدوام و لا التأبيد ، لأن الظروف السياسية و الاقتصادية كالطقس في علوم الجغرافيا يقوم على التقلب الدائم و التغيير المستمر بفعل العوامل التي تطرأ عليه. ومن هذه الاتفاقيات التي لا تتمتع بالخلود و التأبيد اتفاقية كامب ديفيد التي أبرمها نظام السادات مع تل أبيب في ولاية مناحييم بيغن. هذه الاتفاقية كانت قد بنت ظرفها و طقسها، حيث وجدت في السلطة المصرية من يدافع عنها ويصون بقاءها رغم الإرادة الشعبية المصرية الرافضة لها. هذا الظرف و الطقس السياسي تغير، و جاء طقس جديد تقوده ثورة يناير 2011 المجيدة التي أسست لبداية الجمهورية الثانية في أرض الكنانة. الإعلام المصري الرسمي والحزبي , كلامها كان يعرف أن الإخوان أحد مكونات الشعب المصري الرئيسية التي رفضت كامب ديفيد, ورأت فيها إجحافا بالحقوق المصرية والعربية, وفيها تعد على كرامة مصر غير أن كل المكونات الرافضة للاتفاقية لم تجد متنفسا لتعبر من خلاله عن رفضها غير مقاومة التطبيع ومحاصرة العلاقات الثنائية واستبقائها في الإطار الرسمي. الظرف الثوري, والطقس السياسي الجديد, أطاح بسندنة الماضي وجاء بقيادة جديدة تحمل في فكرها وثقافتها رفضاً للاتفاقية لأسباب عديدة, ولكنها في الوقت نفسه ليست قيادة مغامرة, ولا ينبغي لها أن تتورط في مغامرات تقوم على العاطفة والحماس الانفعالي لذا كانت مصيبة فيما أحسب في حديثها عن احترام اتفاقية مصر مع العالم. احترام اتفاقيات مصر مع العالم لا يمنع مصر الجديدة من حقها القانوني والسيادي, في مراجعة الاتفاقيات مع الآخرين بما فيها اتفاقية كامب ديفيد, بحسب الأصول القانونية وقواعد العمل التي تحكم السياسة الخارجية والعلاقات الثنائية. لا توجد اتفاقية مؤبدة تحمل صفة الخلود لا عند مصر ولا عند غيرها من دول العالم. فالاتفاقيات عادة تقودها المصالح المتبادلة و الاحترام المتبادل للتوقيعات، ولا أحسب أن اتفاقية كامب ديفيد قد حققت مصالح مصر على الوجه الأفضل الذي يمكن أن يفخر به الوطني المصري، بل لقد قابلها الوطنيون المصريون بكثير من النقد و الشجب و لكن الظروف السياسية، وأنظمة الحكم أوجبت على المنتقدين الصبر. مصر الثورة ليست مبارك، ولا مصر التبعية، ولا مصر كامب ديفيد، ولا مصر أيضاً المغامرة العاطفية. إنها مصر العهد الجديد الذي يود أن يبني سياسة خارجية على قواعد جديدة في مركزها تقع كرامة مصر و حقوق مصر و مصالحها ، لذا فإنه من المنطق أن يراجع العهد الجديد اتفاقيات العهد الماضي المنحل مع الآخرين ، و يتخذ القرار المناسب في ضوء المراجعة بما يحقق مصالح الشعب و يحفظ الاستقرار ، و قفز الإعلام الكاره للتيار الإسلامي عن قواعد عمل رجل الدولة بغرض الاصطياد في المياه العكرة ، لن يستفز العهد الجديد, ولا يجب أن ينجح في تحقيق مصالحه الفاسدة على حساب مصالح الشعب الحقيقية, وعلى حساب القيادة العلمية والثورية أيضا.