انضم صندوق النقد الدولي لموجة الانتقادات الموجهة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم.
وتقضي خطة ترامب بفرض تعريفات جمركية، بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب، و10 في المئة على واردات الألومنيوم.
وحذر صندوق النقد من أن هذه الخطوة ستضر بالولايات المتحدة، كما ستضر بالدول الأخرى.
وقال الصندوق إن دولا أخرى ربما تحذو حذو ترامب، وتدعي ضرورة فرض قيود تجارية صارمة، بجحة الدفاع عن أمنها القومي.
وقالت كندا، أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة، إن هذه الرسوم ستسبب ارتباكا على جانبي الحدود بين البلدين.
وأعلن مسؤولون في الاتحاد الأوربي أنهم يدرسون فرض تعريفات جمركية، بنسبة 25 في المئة على واردات الاتحاد من الولايات المتحدة، التي تقدر بنحو 3.5 مليار دولار.
وقال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، روبرتو أزيفيدو: "الحرب التجارية ليست من مصلحة أي طرف".
لكن حدة التصريحات تصاعدت، بعد أن غرد ترامب على تويتر قائلا: "الحروب التجارية شيء جيد".
كيف ردت إدارة ترامب؟
غرد ترامب على تويتر الجمعة، قائلا إن بلاده "تخسر مليارات الدولارات في العمليات التجارية"، وإن بإمكانها "الانتصار بسهولة" في الحروب التجارية. واعتبر ترامب أن هذه الحروب "أمر جيد".
ويرى منتقدون أن هذه التعريفات ستفشل في حماية الوظائف الأمريكية، وستؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
ودافع وزير التجارة الأمريكي، ويلبور روس، عن التعريفات الجمركية المقترحة.
وقال في تصريحات لشبكة سي إن بي سي إن التعريفات سيكون لها أثر ضئيل، على سعر عبوة الحساء المعلب، لن يتجاوز سنتا واحدا.
وتساءل: "من في العالم سينزعج للغاية من ذلك الأمر؟"
من أيضا أزعجته تلك الرسوم؟
أعلنت كل من كندا والمكسيك والصين واليابان والبرازيل أنهم يدرسون اتخاذ إجراءات مماثلة، ردا على هذه الخطوة.
وانتقد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو التعريفات ووصفها بأنها "غير مقبولة بالمرة".
وقال، في تصريحات للصحفيين في مدينة أونتاريو: "واثق من أننا سنبقى قادرين على الدفاع عن الصناعة الكندية".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "إذا حذت كل الدول حذو الولايات المتحدة، فإن ذلك بلاشك سيؤدي إلى آثار خطيرة على النظام التجاري العالمي".
وقال كوسي شيندو، رئيس اتحاد الحديد والصلب في اليابان، إن هذه الخطوة سوف "تثير سلسلة من ردود الفعل السلبية، ستؤثر ليس فقط على الصلب، وإنما أيضا على منتجات أخرى، ينظر لها باعتبارها ذات تأثير على الأمن القومي".
وأعرب العديد من الشركات الأمريكية عن انزعاجهم من التعريفات، بما فيها شركات تصنيع الجعة، التي تستخدم الألومنيوم في تصنيع عبوات المشروبات.
ودافع ترامب عن خطته، مشيرا إلى تراجع صناعة الصلب الأمريكية التي شهدت انخفاضا في الإنتاج، وذلك من 112 مليون طن عام 2000، إلى 86.5 مليون طن عام 2016.
كما انخفض عدد العاملين في هذا القطاع خلال نفس الفترة، من 135 ألف شخص إلى 83600 شخص.
لكن خبراء يقولون إن عددا أكبر بكثير من الأمريكيين يعملون في صناعات تعتمد على منتجات الصلب، مقارنة بمن يعملون في مصانع الصلب ذاتها.
وتفيد بيانات أمريكية بأن مصانع الصلب كانت توظف نحو 140 ألف شخص، في عام 2015.
لكن 6.5 مليون أمريكي يعملون في مصانع أخرى، تنتج سلعا باستخدام الصلب.