25.56°القدس
25.25°رام الله
24.42°الخليل
28.37°غزة
25.56° القدس
رام الله25.25°
الخليل24.42°
غزة28.37°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

"نيرون" يحرق غزة

4
4
وسام عفيفة

يقال إن التاريخ لا يعيد نفسه لأننا لا يمكن أن نعود بنفس الشخصيات إلى نفس المكان والزمان مرة أخرى؛ بل التاريخ يقدم لنا عظة، ولكن البشر هم من يكررون نفس الخطأ باتباع نفس الخطوات التي سار عليها السابقون. ومهما يكن فإن لنا في التاريخ عبرة، حيث يعيد نيرون الفلسطيني سيرة نيرون الروماني، وبينهما جينات مشتركة من جنون العظمة.

وللتذكير فإن نيرون هو الإمبراطور الروماني الخامس والأخير، كان ابناً لكلوديوس بالتبني، وهذا ما خوله لاستلام عرش الإمبراطورية الرومانية، اما نيرون الفلسطيني فقد خوله غياب الراحل ياسر عرفات أن يقفز على عرش السلطة ويتخلص من إرثه.

أغرق نيرون روما في الفتنة، وتدهور الوضع السياسي فيها وازدادت عملية الاغتيالات، وسيطرت عليه فكرة براعته في الغناء والتمثيل بعد فشله في السيطرة على روما. بل امتدت يده لتبطش بأقرب الناس إليه فقتل أمه ومعلمه "سينيكا" كما قتل زوجته أوكتافيا، وأخاه، وانتقلت يده لتقتل بولس وبطرس الرسولين المسيحيين زيادة في بطشه وظلمه وطغيانه.

يظل الإمبراطور نيرون واحدًا من الحكام الطغاة المجانين، الذين صاروا مضرب الأمثال في الإشارة للطغاة والمستبدين من حكام العالم، والذين أذاقوا شعوبهم ألوانا من الاضطهاد والتنكيل والإذلال، وعلى سيرته سييخلد تاريخنا وشعبنا الفلسطيني سيرة امبراطور المقاطعة.

أما أشهر جرائمه على الإطلاق كان حريق روما الشهير سنة 64 م حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التي يصف فيها حريق طروادة.

امبراطور المقاطعة يهدد بحرق غزة، لكن العبرة في الخواتيم.. فقد سجل التاريخ أن نيرون مات ولم تمت روما.

سيموت امبراطور المقاطعة ولكن غزة لن تموت.