أنظر إلى صور الأطفال المذبوحين ... تخيل لو كان هذا الطفل ابنك أو ابنتك ... كيف ستشعر حينها والعالم يمضي حولك دون اكتراث؟ تشعر بالأسى والألم وربما تدعو الله أن يتغمدهم برحمته، ويعجل بنصرهم ثم تغير القناة لترى ما يخبئه رمضان لك من مسلسلات وأعمال درامية، فالحياة تمضي و المآسي لا تنتهي. هل أصبحت صور المذابح في سورية مشاهد اعتيادية كما كانت قبلها صور المجازر في فلسطين؟ لا تشعر بالأسى على هؤلاء فهم شهداء بإذن الله، ولكن اشعر بالأسى على نفسك فهل سيقبل الله صيامك وقيامك واستغاثات المستضعفين تناديك دونما استجابة؟ ها هي بلدة التريمسة تنضم إلى قائمة المدن المنكوبة، وتُشهد نهر العاصي الذي فاض بجثث الضحايا على كل من ألقى السمع وهو شهيد. ما الذي يمكنك فعله لنصرة أبناء دينك وطنك وجلدتك؟ الجهاد بالنفس إن تعذر فعليك بأموالك من زكاة وصدقات، ولا سيما في رمضان لعلها تشفع لك. لم يبخل الشعب السوري يوماً عن دعم أهله في فلسطين على مدى عقود من الزمان، والآن حان الوقت لرد بعض ذلك الجميل. ولا تنساهم في دعواك في رمضان في كل صلاة عسى أن يفرج الله كربهم ويفتح لهم فتحاً مبيناُ. الأمل مازال معقوداً على الشرفاء من أبناء سوريا من عسكريين ومدنيين وسياسيين ورجال دين كي ينضموا إلى صفوف الثوار خلال الشهر الفضيل، وها هو السفير السوري لدى العراق قد نال شرف أن يكون أول المنشقين من بين البعثات الدبلوماسية في الخارج, وها هو الشيخ السوري سارية الرفاعي يتحدث على الملأ عن تخاذل رجال الدين عن قول كلمة الحق, وينضم العشرات من كبار الضباط أمثال طلاس وغيره إلى صفوف المنشقين رغم تحفظنا الحذِر تجاه بعض هؤلاء الذين طالما كانوا أحد ركائز نظام الأسد. يظن العديد أنه لولا الدعم الروسي لكان الأمر قد حسم للثورة. لكن الروس مقامرون خاسرون ولنا في دعمهم للقذافي العبرة. وبصبر الشعب السوري الأبي سيخيب الله الروس كما خيبهم أول مرة، فالنظام يترنح وما ضربه ذات اليمين وذات الشمال إلا دليل على فقدانه الرؤية وقرب نهايته، ولعلها تكون في هذا الشهر الفضيل بإذن الله. غيّر القناة أو لا تغيرها فالأمر سيان، فلن توقف قتل الأطفال ولن توقفه الأمم المتحدة والجامعة العربية، ولن يوقفه الشجب والاستنكار. لن يوقفه إلا سواعد الثوار الذين أيقنوا أن ليس لهم إلا ألله.