لا يزال شبح التضخم ومخاوف الحرب التجارية وسلسلة المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية تقف حجرة عثرة أمام نهوض الليرة التركية، من كبوتها التي تعاني منها منذ سنوات قبل أن تتفاقم في الأشهر الأخيرة، حيث وصلت عملة تركيا إلى أرقام قياسية سلبية.
فقد هبطت الليرة التركية إلى 4.0664 مقابل الدولار، و4.9776 مقابل اليورو، خلال اليومين الماضيين، وذلك في أدنى انخفاض قياسي جديد للعملة، لا يشي بتعافيها في المنظور القريب على الأقل.
وجاء الهبوط الأخير في الليرة التركية، الذي وصفه محللون بأنه "تاريخي"، بعد يوم واحد من بيانات رسمية أظهرت أن معدل التضخم السنوي في تركيا لا يزال أعلى من 10 بالمائة.
وزادت الحرب التجارية التي تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة والصين، متاعب الليرة التركية، إذ تخطط بكين لفرض رسوم جمركية على أكثر من 100 منتج أميركي.
وبما أن هذه المنتجات تشكل ما قيمته 50 مليار دولار أميركي من حجم التداول بين أكبر اقتصادين في الساحة الدولية، فإن ذلك وضع تركيا بعملتها في عين العاصفة التجارية بين واشنطن وبكين.
ويضاف إلى التضخم والحرب التجارية الأميركية الصينية، عامل ثالث يتمثل في المخاطر الجيوسياسية التي تحيط بتركيا، على وقع تدخلها عسكريا ضد الأكراد في عفرين شمالي سوريا مؤخراً.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، التي انتقد فيها السياسة النقدية للحكومة الحالية، لا سيما معارضته رفع الفائدة؛ لتزيد الطين بلة وتعمق القلق لدى المستثمرين، وتهبط بالعملة المحلية أكثر فأكثر.
يأتي ذلك كله وسط شكوك بشأن مصير نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك، أكبر مسؤول عن السياسات الاقتصادية في تركيا، إذ أشارت تقارير إلى تقديم شيمشك استقالته إلى رئيس الوزراء بن علي يلدريم الذي رفعها بدوره إلى أردوغان.