"ساذج من يعتقد أن ترامب يريد معاقبة الأسد انتقاما لضحايا الكيماوي، ما يجري في سوريا التي تحولت إلى معمل لتفريخ نظام عالمي وإقليمي جديد، هو مجرد بروفة لاختبار صلابة الموقف الروسي من خطط تستهدف تصفية حزب الله والوجود الإيراني هناك، تمهيدا لتمرير صفقة القرن".
هذه تغريدة كتبها الدكتور حسن نافعة، قبيل تنفيذ الولايات المتحدة الاميركية لضربتها بالامس على مواقع محدودة وغير فعالة في سوريا.
الضربات كانت شكلية، لا تنسجم مع تهديدات ترامب، ولا مع منطق انشاء حلف ثلاثي، وهنا يأتي السؤال: هل تمكنت روسيا وايران من اخافة واشنطن ودفعهم لعقلنة الضربات؟ وهل اكتشف ترامب حقيقة صلابة الموقفين، من ثم ماذا بعد ذلك في التأثير على سوريا وفلسطين؟
اخبار ايضا، جاءت من واشنطن تتحدث عن ان الضربات كانت بعلم وتنسيق مع الروس، ذلك لتجنب اصابة جنودهم والمدنيين.
إذًا في النهاية انصاعت واشنطن لرغبات داخلية في سوريا، لا اظنها صفقة روسية اميركية، بقدر كونها تعبيرا عن موازين القوى في سوريا، فحجم اللاعبين تم انجازه ولا يمكن التراجع عنه بسهولة.
انا شخصيا، سعيد بفشل الضربات، سعيد بعدم قدرة واشنطن على القضاء على حزب وايران، والسبب ان اندفاعة ترامب تجاه تصفية القضية الفلسطينية ستكون اقل شجاعة.
تمرير صفقة القرن، لن يكون سهلا ما دامت هناك قوى رئيسية ترفض ذلك، فليس من مصلحة المشهد الفلسطيني "موت حزب الله"، بل كل المنفعة تكمن في ادخال اسرائيل لمرحلة الاستنزاف في سوريا.
نقدر ونعرف حجم جرائم بشار الاسد الموجهة لشعبه، وندرك ان حزب الله وايران ساندوه في ذلك، وان الشعب السوري يستحق نظاما افضل وخيارا مختلفا.
لكن اليوم، حين نقلب وجوهنا تجاه فلسطين، حيث السعار الاميركي التاريخي لخدمة اسرائيل، نرى ان فشل المشارع الاميركية في سوريا سيؤخر صفقة العصر البائسة.