14.42°القدس
14.19°رام الله
14°الخليل
18.51°غزة
14.42° القدس
رام الله14.19°
الخليل14°
غزة18.51°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: هلّت بشائر رمضان

هل هلال رمضان.. فأهلاً رمضان. هل هلالك شهر مبارك. هل هلال رمضان. وهلت بشائر النصر والخير من سوريا مع مقدم رمضان.. فأهلاً بشهر البشرى رمضان. 1- المولود الجديد تولد الأهلة كما تولد الأجنة، فللزمان مواليد، ألم يقل الناس: إن الليالي حبالى يلدن كل عجيب. وكما يبتهج الناس بمولود جديد يملأ الدار بشراً وسروراً.. يفرح الناس بمولود الزمان الجديد رمضان.. فتمتلئ الدور وتمتلئ النفوس بالحبور والسرور.. فقد ولد شهر القرآن شهر النور.. فامتلأت النفوس بأسباب الهناء.. وغمرها السرور. وكما تدار أصناف الحلوى للمولود الجديد من الناس، تدار أصناف الحلوى لمولود الزمان. وللمولود اسم يتميز به بين الأقران، فلرمضان اسم ميزه الله به من بين كل شهور الزمان.. فسماه "شهر رمضان" وكما يتدرج الوليد صغيراً ثم يكبر حتى يكتمل ثم يطويه الزمان. يتدرج مولود الزمان هلالاً يختلف الناس في رؤيته لضآلته ثم يكبر ويستدير وجه قمر الزمان ثم يتراجع إلى أن ينطوى ابن الزمان في بحر الزمان، ولا أقول يطويه الزمان ويطويه النسيان. لأنه يتجدد في الزمان إلى أن ينتهي الزمان. ولدت الهمة والعزمة، بل ولدت الأمة بمولد رمضان، وبلغت القمة برمضان في رمضان. 2- عودة الروح أ‌- كما تعود الروح إلى الرميم فيحيا.. تعود بعودة رمضان.. الروح إلى النفوس فتحيا.. وتعود الروح إلى العزائم والهمم فتنبعث من رقدة العدم. ولا ريب أن رمضان روح تسري في الزمان فتبعث الحياة في الهامدات والجامدات. أما رأيت كيف يودع الناس التبطل العبادي ويستبدلون به الإقبال العبادي فتمتلئ المساجد، وحلق العلم، وإذ بالنفوس الزاهدات في التعلم قبل رمضان تقبل على الدروس وحلق العلم.. كأنها هبت من سبات. وفعلاً إن رمضان روح نزل فيه كتاب هو روح، ليكون الكتاب للروح روح الروح، فتدب الحياة في النفوس بهذه الأرواح. ب- ولعودة الروح مفهوم آخر. فقد عمل أعداء رمضان.. وأعداء منهج السماء.. عملوا على إفراغ رمضان من روح العبادة.. روح رمضان. ويجب أن نعمل كما عملوا ونجتهد كما اجتهدوا ونخطط كما خططوا لعودة الروح في رمضان، ولعودة الروح إلى هذا الركن العظيم وهذه العبادة العظيمة. وليس الأمر سهلاً لكنه ليس مستحيلاً. ليس سهلاً لأن الذي عمل على إفراغه من الروح مؤسسات شيطانية عالمية. مُمَكّن لها في الداخل العربي في تواطؤ خفي: "أطلقوا يدنا والباقي علينا" وهذه المؤسسات ذراعها الأعتى والأقوى: الإعلام. ألا ترى إلى الإعلام العربي هذه الأيام كيف يحاول جاهداً على إفراغ هذه العبادة بما ينشط له من مسلسلات وبرامج ترفيهية هابطة.. ومقدمين ومقدمات يتسابقون على تقديم المسابقات.. وبرامج اللامحتوى واللاهدف واللاجدوى؟ 3- الأستاذ جمعة رمضان الأستاذ جمعة رمضان أستاذ كبير قدير، بالتوقير جدير، فهو يعطي أعظم الدروس وأبلغ العظات وأوضح العبارات، ويحفر عميقاً في النفس والعقل والروح والقلب دروسه النافعة الجامعة الرائعة. أستاذ كامل شامل يقلب توجهات الطلاب ونفوسهم بتشويق وحب ولغة سهلة مهضومة مفهومة. وبعض الطلاب يسرح والأستاذ رمضان يشرح، والعيب ليس في الأستاذ، إنما العيب فيمن لا يركز ولا ينتبه. يضرب الأمثال، فينشغل الناس بتفاصيل المثل عن مقصده وروحه. 4- عبادة متميزة ما من عبادة تستغرق الوقت ليله ونهاره طيلة شهر كامل مثل الصوم فهو من هذه الناحية عبادة متميزة. وما من موسم يقبل فيه الناس على مصدر النور والخير والبركة والهدى والسعادة: القرآن، كما يفعلون في شهر الصيام، فهو من هذه الجهة أيضاً عبادة متميزة. وما من عبادة ينصبغ فيها العابد صبغة، وينقع في جو العبادة نقعاً، ويستغرق استغراقاً كاملاً، مثل عبادة الصيام فهو كذلك من هذه الزاوية عبادة متميزة. وما من عبادة أخرى يعان عليها المسلم بتصفيد عدوه الشيطان بل أعدائه الشياطين، مثلما يعان على هذه العبادة، فالصيام من جهة المعونة عبادة متميزة. وما من عبادة تستغرق كل شرائح الناس الصغار قبل الكبار والفقراء وأهل اليسار كما تستغرقهم وتوحدهم هذه العبادة فهي أي هذه الفريضة من هذا القبيل وهذه الحيثية عبادة متميزة. وما من عبادة يتراحم بها وفيها ومن خلالها الناس فيشعرون بمشاعر بعضهم ويتشاركون كما تفعل بهم هذه العبادة. وما من شعيرة يتعلم الناس فيها الجود كما تفعل هذه الشعيرة. فهي كما أمر المعلم صلى الله عليه وسلم تريدنا أن نحرص على تفطير الصائم حتى نأخذ مثل أجره وما أدراك ما مثل أجره؟! وأبلغ من هذا أن الصيام معلق لا يرتفع العمل إلى رب العمل سبحانه إلا إذا مهر الصيام بصدقة الفطر أو الفطرة، فهي فريضة متوقفة على العطاء والجود والسخاء والبذل، وصدقة الفطر مطلوبة من الغني والفقير، ليتعلم الجميع الجود فالصيام من هذه الناحية عبادة متفردة. ولا نستطيع أن نواصل لأنه سيطول المقام والكلام، ولكن يغنينا عن طول الكلام كلام الملك العلام سبحانه إذ قال في الحديث القدسي، وهو بعد خير الكلام خير الكلام قال: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، وتأمل من معاني هذا النص ما يلي: الصوم العبادة الوحيدة التي لا يطلع عليها الناس فهو أدعى للإخلاص الذي هو روح الأعمال. فهو من ناحية الإخلاص عبادة متميزة. والصيام عبادة لم يعبد بها إلا الله، فقد ركع الناس للناس، وسجد الناس للناس، وذبح الخلق للخلق، ولكن لم يصم أحد لأحد إلا لمولانا الصمد، فالصوم إذاً تفرد من هذه الناحية فكان لله فكان مضاعف الأجر. ولو أرادت دولة أن تفرض الصوم على شعبها، لاحتاجت جهازاً تنفيذياً ضخماً، ولاحتاج كل مواطن إلى رقيبين يتناوبان عليه، ولما أفلحوا جميعاً، لكن الله تعالى فرض الصوم بكلمة: (كتب عليكم الصيام) ولم يعين الدين جهازاً تنفيذياً للإشراف على تنفيذ عبادة الصوم، فالصوم متميز من هذه الجهة كذلك، لكل ذلك، فإن الملائكة تضع أيام الصيام في خانة العمل، ولا تضع الجزاء المقابل لأنه لا يحسبه ولا يحصيه ولا يحيط به إلا الله. فالصيام إذاً لله لا يحصي أجره إلا هو وهو يجزي به، جنات عرضها السموات، ويقال للصائم: ادخل الجنان من أي أبواب الجنان وإن شئت من باب الريان. وللترحيب برمضان حلقة أخرى إن شاء الله، فإلى لقاء مع شهر الجنة والرحمة والمغفرة والرضوان، وكل رمضان والأمة في خير ونصر.