شكا معتمرون فلسطينيون من سوء معاملة السلطات المصرية لهم في مطار القاهرة أثناء ذهابهم وإيابهم من السعودية حيث أدوا مناسك العمرة خلال شهر شعبان الماضي. وتشكل سياسة "الترحيل" المصرية لمسافري قطاع غزة " هاجساً "يؤرق حياة آلاف المسافرين عبر المطارات الجوية، خصوصاً مطار القاهرة الدولي، الشاهد الحي على "ذل" الفلسطينيين المحتجزين في المطار بانتظار "الترحيل" في الاتجاهين. وتوقع الفلسطينيون أن تنهار كل الإجراءات المتشددة ضدهم بانهيار "نظام مبارك"، لكنهم فوجئوا ببقاء الكثير من تلك الإجراءات ، وخصوصاً إجراءات السفر من الموانئ البرية والجوية. [title]احتجاز وترحيل[/title] ويُرحّل المسافر وفق نظام "الترحيل" من معبر رفح البري مباشرة إلى مطار القاهرة الدولي في انتظار موعد مغادرة رحلته الجوية ، وكذلك يحتجز المسافر القادم إلى القاهرة في مطارها عدة ساعات وأيام قبل أن يتم ترحيله إلى معبر رفح ليصل إلى غزة المحاصرة . وقال أبو أحمد 30 عاما لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" ، "تم احتجازنا في الجانب الفلسطيني من معبر رفح ، لأكثر من خمس ساعات دون إبداء الأسباب، إلى أن تم السماح لنا بالسفر في اتجاه مطار القاهرة ومنه إلى السعودية". ووصف معاملة السلطات المصرية للقادمين من غزة " بالسيئة " ، وقال :" الفلسطيني في نظر الأمن هناك متهم حتى تثبت براءته " ولم يختلف أمر الإياب كثيرا بعد أدائهم العمرة ، وفي نظر أبو أحمد وكثيرين غيره كانت المعاملة :"أسوأ من الذهاب". وأوضح أبو محمود 29 عاما ، "تم احتجازنا في غرفة الترحيل ، خاصة بالفلسطينيين انتظاراً لطائرة ثانية لترحيلنا معا من مطار القاهرة إلى رفح. وعبر عن "اشمئزازه" الشديد لغرفة الاحتجاز ، التي قال إنها :"ضيقة ومظلمة ومليئة بالحشرات وتفوح منها روائح كريهة جداً". وقال :" كل من هو فلسطيني يحتجز في الغرفة دون مراعاة لكبار السن من النساء والرجال" ، مشيرا إلى ألفاظ نابية وإهانة شديدة يتعرض لها من يعترض على المعاملة السيئة. وأضاف " انتظرنا أكثر من 3 ساعات لحين قدوم الطائرة الثانية ثم بدأ ترحيلنا بالحافلات من المطار وحتى معبر رفح مباشرة ". وتابع " السفر طويل ولم يسمح لنا بالراحة وتم تجاهل طلب كبار السن المرضى للتوقف واستخدام الحمامات" ، ونقل عن السائق قوله :" إنتو بتفتكروا رايحين شرم الشيخ". [title]مطالبات بوضع حد للمعاناة[/title] وطالب المعتمرون المسئولين الفلسطينيين بالتدخل لوضع حد للإهانة وسوء المعاملة التي يتعرض لها الفلسطيني بشكل خاص من قبل السلطات المصرية. بدوره أبدى وزير الأوقاف د.صالح الرقب "انزعاجه" الشديد ، من سوء معاملة الفلسطينيين في المطارات المصرية ، مشيرا إلى أن الملف الفلسطيني ما زال بيد جهاز المخابرات الذي يتبع نفس سياسة نظام مبارك المخلوع "المسيئة" لشعبنا. وقال الوزير الرقب في تصريح لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]": لا احترام لأي أحد حتى المسؤولين والوزراء ، معربا عن أمله في تغيير السياسة في ظل النظام الحالي برئاسة محمد مرسي. وأوضح الوزير أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية سيبحث عدة ملفات خلال لقائه بالرئيس المصري نهاية الأسبوع ، منها ملف معبر رفح والمعاملة السيئة للفلسطينيين أثناء السفر. وأكد أن الحكومة ووزارة الأوقاف تتابع بمسؤولية عالية واهتمام كبير شكاوي المسافرين بشكل عام والمعتمرين خاصة ، متمنيا على السلطات المصرية احترام أشقائهم الفلسطينيين.