تدل مآذن المسجد النبوي على ذروة هندسة العمارة، والخليفة عمر بن عبدالعزيز كان أول من منح المسجد النبوي منارة، ثم توالت عملية وضع المنارات حتى التوسعة السعودية. وتحيط بالمسجد النبوي 10 منارات سبقتها منارات عديدة اندثرت، وكان قد بناها سلاطين الدول الإسلامية المتتالية، تخليداً لجهدهم في رعاية العاصمة الأولى للإسلام دولة وشريعة. ويبدأ تاريخ المآذن بالتوسعة الأموية التي أمر بها الوليد بن عبدالملك، حيث ظهرت لأول مرة سنة 86/87 للهجرة عندما ظهر بناؤها فوق المسجد النبوي، وكانت هناك أربع مآذن في أركان المسجد الأربعة. وكانت المآذن منذ ذلك الوقت، كما هي الآن، دليلاً على ذروة هندسة العمارة، بينما جاء إضافة الأنوار والأضواء في توسعات الدولة السعودية كجزء أساسي من روحانية المشهد العام للمسجد، تنتصب وكأنها كريم قوم يرحب بزائريه. وفي العهد السعودي، أعيد بناء المآذن ولكن حُوفظ على بناء مئذنتين، وهما المئذنتان الجنوبيتان. وكان الخليفة عمر بن عبدالعزيز أول من اقترح وضع مئذنة بديلاً عن ارتقاء المؤذن سطح المسجد أو ارتقاء بيوت تجاوره للآذان. ثم توالت ظهوراً وغياباً منارات أكلها الدهر كما فعل بعروش البنى. وقلة من المآذن العشر الموجودة حالياً، تنتمي لفترة ما قبل التوسعة السعودية وهي تحتفظ بأسماء رعاتها الأولين. وخلال توسعة الملك فهد أصبح عدد المآذن عشرة، حيث أضيفت ست مآذن، ويصل علو بعضها إلى 70 متراً ترسل الآذان إلى دائرة بقطر يمتد عدة كيلومترات. وحتى أثناء صمتها بين مواقيت الصلاة تنادي للصلاة على نبي يقع قبره على أرض لا تخلو من ملامسة ظلالها نهاراً وأنوارها ليلاً.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.