5.57°القدس
5.33°رام الله
4.42°الخليل
11.85°غزة
5.57° القدس
رام الله5.33°
الخليل4.42°
غزة11.85°
الأربعاء 01 يناير 2025
4.58جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.8يورو
3.64دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو3.8
دولار أمريكي3.64

تفاصيل القوة الصاروخية الإيرانية.. إلى أين تريد أن تصل طهران؟

يكشف تقرير لمعهد واشنطن تفاصيل القوة الصاروخية التي يزعم أنها تضررت إلى حد ما بعد الضربات المتبادلة بين إيران و"إسرائيل" في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر الماضيين.

ويزعم التقرير أنه في ضربة نيسان/أبريل، أطلقت إيران ما يُقدر بـ 110- 130 صاروخاً باليستياً؛ تعطل حوالي نصفها بعد الإطلاق، وتم اعتراض ما يقرب من النصف الآخر، بينما اخترق 7- 9 صواريخ، مسببة أضراراً طفيفة دون وقوع قتلى (تم أيضاً إطلاق 185 طائرة مسيّرة و6 صواريخ كروز؛ لكن جميعها أُسقطت أثناء مسارها). وفي تشرين الأول/ أكتوبر، أطلقت إيران ما يُقدر بـ 200 صاروخ باليستي: حوالي 20 منها فشلت بعد الإطلاق؛ وأكثر من 30 صاروخاً أصابت "إسرائيل"، ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار في "قاعدة نيفاتيم الجوية" وعدة مناطق سكنية؛ وتم تدمير عدد غير معروف من الصواريخ أثناء مسارها. وقُتل فلسطيني في الضفة الغربية بسبب حطام الصواريخ، وتوفي إسرائيلي بنوبة قلبية نتيجة للهجوم.

وتتميز القدرة الصاروخية الإيرانية، التي كان يُقدر عددها بأكثر من 3,000 صاروخ، بأنه يمكن وضعها في العمل خلال ساعات من تلقي الأمر وضرب أهداف على مسافات بعيدة. وإذا أُطلقت بأعداد كافية لاختراق الدفاعات المعادية، فقد يكون لها أيضاً تأثير مادي ومعنوي كبير. لكن ضربات نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر أثارت الآن تساؤلات حول جدوى هذه المنظومة.

صواريخ محسّنة وتكتيكات مطورة

تتضمن الصواريخ الإيرانية بالفعل ميزات تصميم ربما تم إعدادها لمواجهة دفاعات العدو. وفي الواقع، تُظهر الهجمات التي وقعت في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر اتجاهاً نحو الابتكار التقني والتكتيكي المستمر، الذي يتطلب استجابة مستمرة ومبتكرة.

على سبيل المثال، ووفقاً لتقييم نُشر عام 2010 من قبل "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، فإن بإمكان مركبات إعادة الدخول ثلاثية المخاريط المثبتة على بعض الصواريخ الإيرانية ("قيام-1/2"، "قدر"، "عماد"، "خرمشهر-2"، و"سجيل") تحقيق سرعات نهائية أكبر عبر تحسين الديناميكا الهوائية، ما يجعل اعتراضها أكثر صعوبة.

وتفتقر هياكل الطائرات لصواريخ "قيام-1" و"خرمشهر" إلى الزعانف الخلفية، ربما لتقليل مقطعها الراداري وجعل اكتشافها أكثر صعوبة. علاوة على ذلك، يتم صنع مركبات إعادة الدخول ثلاثية المخاريط (وفي بعض الحالات الهياكل) لبعض الصواريخ الإيرانية من مواد مركبة متقدمة قد تجعلها أيضاً أكثر صعوبة في الاكتشاف.

كما أن صواريخ "عماد"، و"خرمشهر-2/4"، وخيبر شكان-1/2"، و"فتاح-1/2" تحتوي على مركبات إعادة دخول قابلة للمناورة قد تمكّنها من تفادي أنظمة الاعتراض وتحقيق قدر أكبر من الدقة.

ويرجح التقرير أنه في المرحلة القادمة، ستعمل إيران على زيادة فعالية قوتها من الصواريخ الباليستية بوسائل مختلفة، بما في ذلك دقة أكبر، وتكتيكات متطوّرة، ووسائل (أدوات) اختراق محسّنة وتدابير مضادة، وتطوير مركبات إعادة دخول أسرع وأكثر تقدماً:

دقة أكبر: ستساعد هذه القدرة في جعل الصواريخ التي تخترق دفاعات العدو أكثر قدرة على الأرجح على ضرب أهدافها المقصودة.

وعلى الرغم من التحسن الكبير في دقة الصواريخ الإيرانية في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تحقق قدرتها "المزعومة" على الضرب ضمن عشرات الأمتار من هدفها على مسافات أطول.

وبإمكان إيران تحقيق دقة أكبر عبر دعم أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي لصواريخها بمدخلات من مصادر أخرى. وتُستخدم أنظمة التوجيه المزدوجة بالفعل في أماكن أخرى - على سبيل المثال، يستخدم صاروخ "ترايدنت - 2 (D5)" الأمريكي الذي يُطلق من الغواصات نظام ملاحة بالقصور الذاتي مع نظام مرجعي نجمي.

تكتيكات متطوّرة: بعد فشلها في إحداث أضرار جسيمة للقواعد العسكرية ومقار الاستخبارات بوابل من 100- 200 صاروخ، قد تحاول إيران إغراق دفاعات الصواريخ الإسرائيلية بوابل أكبر. ولكن هذا التكتيك من شأنه أن يستنفد مخزون النظام الصاروخي بسرعة كبيرة، في وقت لا يستطيع فيه النظام إعادة تعبئة مخزونه بسرعة بسبب الغارة الجوية الإسرائيلية في 26 تشرين الأول/ أكتوبر على منشآت إنتاج الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب.

علاوة على ذلك، فقد يتطلب المزيد من وابل الصواريخ أن تكمل إيران اعتمادها الأخير على الصواريخ التي تُطلق من قواعد تحت الأرض، ما قد يكشف عن مواقع بوابات الإطلاق غير المعروفة، ويسهل استهدافها في المستقبل. وقد تهاجم إيران أيضاً دفاعات العدو الصاروخية لتأمين الطريق لضربات لاحقة على أهداف استراتيجية (وهو تكتيك تزعم أنها استخدمته في تشرين الأول/أكتوبر).

أدوات اختراق محسّنة وتدابير مضادة: تشمل هذه الأدوات القش، أجهزة التشويش، والطُعوم لتحييد دفاعات العدو الصاروخية. ووفقاً لبعض التقارير استخدمت روسيا طُعوم من طراز "9B899" مع صواريخ "إس إس-26 إسكندر-إم" في أوكرانيا لتشويش وخداع رادارات العدو.

وإذا كانت إيران غير راضية عن أدوات الاختراق الخاصة بها، فقد تعمل موسكو (وربما كوريا الشمالية) على مساعدة النظام الإيراني على تحسينها أو تطوير أدوات جديدة. وفي الواقع، يُعرض نموذج أولي لمركبة إعادة دخول "غادر" مع حمولة، والتي أفادت بعض التقارير بأنها تتكون من أنواع مختلفة من الذخائر الفرعية وأدوات الاختراق في المعرض الدائم "للقوة الجوفضائية" التابعة "للحرس الثوري الإسلامي" في "جامعة عاشوراء للعلوم والتكنولوجيا الفضائية" في طهران. وادّعت تقارير إعلامية إيرانية أن مركبات إعادة دخول مملوءة بالطُعوم والذخائر الفرعية استُخدمت في الهجمات الأخيرة على "إسرائيل".

مركبات إعادة الدخول التي تفوق سرعة الصوت والقابلة للمناورة: حققت إيران تقدماً كبيراً في تطوير الصواريخ المزودة بمركبات إعادة الدخول القادرة على الحفاظ على سرعات تفوق سرعة الصوت وإجراء تصحيحات أثناء منتصف المسار أو مناورات تفادي في المرحلة النهائية من الطيران (باستخدام محركات الدفع الصاروخية أو الأسطح الديناميكية الهوائية المتحركة، على التوالي). وتشمل هذه الصواريخ "خرمشهر-4"، و "خيبر شكان-1/2"، و"فتاح-1/2".

وفي العام الماضي، كشف "الحرس الثوري الإيراني" عن ما وصفته وسائل الإعلام الإيرانية بأنه مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت كمرحلة ثانية تعمل بالوقود السائل في الصاروخ الباليستي "فتاح-2"، والذي تدّعي طهران أنها استخدمته في هجوم تشرين الأول/ أكتوبر.

مركبات إعادة الدخول المتعددة المستهدفة بشكل مستقل (MIRVs)، إن استخدام صاروخ واحد لإطلاق عدة ذخائر ضد نقاط استهداف مختلفة، من شأنه أن يعقّد إلى حد كبير مهمة الدفاع ضد الهجمات الإيرانية. وعلى الرغم من أن طهران لم تطوّر بعد رأساً حربياً مزوداً بمركبات إعادة الدخول المتعددة، إلا أن صاروخ "أوريشنيك" الباليستي الروسي الجديد متوسط المدى قد أظهر هذه القدرة في أوكرانيا، ومن المرجح أن يلهم جهوداً مماثلة من جانب إيران.

إن الحاجة إلى تطوير المزيد من الوسائل المضادة للدفاعات الصاروخية الإسرائيلية والأمريكية تعني أن طهران قد تضطر إلى إعادة تركيب تعديلات على صواريخها لضمان فعاليتها. وقد تتطلب بعض هذه التعديلات تنازلات في التصميم يمكن أن تؤثر على أداء مركبات إعادة الدخول. علاوة على ذلك، فقد تتطلب بعض أدوات الاختراق معرفة عميقة بالدفاعات الإسرائيلية والأمريكية، التي لا تمتلكها إيران حالياً، على الرغم من أنها تعلمت بلا شك دروساً مهمة من تجربتها الأخيرة.

ويخلص التقرير إلى أنه من المرجح أن تخلق جهود إيران لاستعادة فعالية قوتها الصاروخية الباليستية تحديات جديدة للولايات المتحدة وحلفائها.

المصدر: فلسطين الآن