في ظل إعلانات الفراخ والعطور ودرس دين الراقصة سما المصري وحالة الأمة التي أنتنت من الذل والهوان والاستسلام حتى وصلت الرائحة التي أزكمت الأنوف إلى شباب غزة الذي قرر بدمه أن يعطر أجواءها ويزيل إنتانها بعطور الإباء والعزة والشهامة والنخوة وليستقبلوا بصدورهم العارية رصاص قناصة الاحتلال الصهيوني ليكونوا متراسا لهذه الأمة.
إن عطر بول الفتى الفلسطيني ذي العامين وعبق رائحة الحجر الذي حمله بيده الصغيرة كاف لتعطير أجواء هذه الأمة بعطور الصمود والمناعة وترسيخ مفهوم العودة والانتصار الحتمي، ويمكن استخدامه كمعطر جو ضد رائحة أحلام الكبار يموتون والصغار ينسون وصفقة القرن.
وأما عطور النخوة والشهامة والرجولة والفداء التي انبعثت من عرق الشباب الأربع الذين تراكضوا ليحيطوا بأختهم الغزية إحاطة السوار بالمعصم وقاية لها من رصاص القناصة لكاف كمزيل عرق deodorant ليس فقط لأباط هذه الأمة، ولكن لجباه أنتنت من الخنوع والاستسلام والجري وراء علماء السلطان
وابتسامة وصال الشيخ خليل قبل استشهادها لكفيلة بإشاعة السعادة والعز في أمة ضاق صدرها من تكرار الهزيمة والخذلان.
نتيجة حصارهم وتجويعهم يفطر نصف أهل غزة على شوربة العدس الجماعية في عز الصيف وغازات طبخه وغازات ما بعد أكله تصلح بخورا معطرا لجو الخيانة والاستسلام وطاردا لشياطين التطبيع والاستسلام والتنسيق الأمني.
غزة العزة التي سكبت دماءه متراسا لهذه الأمة وتأكيدا للحقيقة الخالدة وهي أن القدس عاصمة فلسطين المحررة الأبدية
ولسان حال أهل غزة العزة
ونحن أناس لا توسط بيننا
لنا الحرية قبل العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا
وأكرم من فوق التراب ولا فخر
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون