نقلت صحيفة الشروق المصرية صباح الجمعة عن مصادر مطلعة قولها إن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تشهد الآن أخطر أزمة بينهما منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك» جراء خلافات حول كيفية إدارة المساعدات الأمريكية للقاهرة، وتلقي منظمات مجتمع مدني مصرية تمويلا أميرطية. وقالت مصادر مطلعة في واشنطن إن «الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين لم تخفف التوتر غير المسبوق»، موضحة أن الخلاف يرتكز على «من يحدد مشروعات البنية التحتية، وغيرها، الممولة من حزمة المساعدات الإضافية لمصر» التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في 19 أيار (مايو) الماضي. فقد طرحت واشنطن مبادرة لمبادلة مليار دولار ديونا مستحقة على مصر في صورة إسقاط الأقساط والفوائد المستحقة على القاهرة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة المقدرة بنحو 330 مليون دولار سنويا، على أن تضخ القاهرة نفس المبلغ بالجنيه المصري في مشروعات بنية تحتية أو تعليم أو صحة، ومشروعات تساهم فى توفير وظائف جديدة للشباب. في الوقت نفسه، ذكر مسؤول أميركي بارز أن واشنطن ستوفر مليار دولار كضمانات قروض لمصر تتضمن تسهيلات وضمانات لطرح سندات، أو ضمانات للبنوك لإقراض صغار المستثمرين، عبر الهيئة الأميركية للاستثمار الخارجي. إلا أن المشكلة أنه حتى الآن لم تتوصل العاصمتان لاتفاق نهائي بشأن كيفية إدارة المساعدات الأمريكية لمصر، حيث تصر واشنطن على تعيين ممثلين عن منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص المصري في اختيار المشروعات المستفيدة من هذه المساعدات، وهو ما ترفضه القاهرة. وبحسب قول خبير أميركي فإن الولايات المتحدة «لا تتفهم» رفض المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشرف على المرحلة الانتقالية، لتلقي قروض ومساعدات من البنك وصندوق النقد الدوليين، لاسيما بعد بذل الولايات المتحدة جهودا مضنية لحض هذين الكيانين على الإسراع بتقديم حزم مساعدات مالية كبيرة لمصر في مرحلة عدم الاستقرار المالي بعد سقوط مبارك. إضافة إلى ذلك، يعترض المسئولون الأميركيون على تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى تلقى عدد من منظمات المجتمع المدني المصرية دعماً أميركياً فى مجال دعم المشاركة السياسية وثقافة الديمقراطية، وهو ما تراه واشنطن «تصعيداً غير مبرر». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند للصحافيين: «دعوني أقول إننا قلقون بشأن هذا الشكل من أشكال المعاداة للولايات المتحدة الذي يتسلل إلى الخطاب المصري العام»، مضيفة: «لقد أعربنا عن هذه المخاوف للقاهرة، ونعتقد أن تصوير الولايات المتحدة بهذا الشكل ليس دقيقا كما أنه غير منصف»، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية. وشددت المتحدثة على أن بلادها «لا تقبل الهجمات الشخصية على آن باترسون» السفيرة الأميركية في القاهرة، والتي اعتبرتها «من أكثر السفراء الأميركيين خبرة واحتراماً»، في إشارة إلى غلاف مجلة أكتوبر الصادر فى 31 يوليو الماضي، وتظهر فيه السفيرة وهي تستخدم الدولارات لإشعال ديناميت لف بعلم أميركي زرع في ميدان التحرير. واتهمت الصحيفة المسؤولين المصريين بالوقوف خلف حملة العداء فى الشارع المصري للولايات المتحدة، وذلك عبر «إدانة وتخوين المنظمات المدنية المصرية التي تقبل تمويلاً أمريكياً»، مضيفة أنهم يعملون على إضفاء صفة «الشر» على السفيرة الأميركية التي تولت منصبها قبل أسابيع.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.