11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.09°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.09°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: إنهم يعبثون بوعينا!

جميل أنّ حركة فتح وسلطتها في رام الله لم تجد ما تعبّر به عن اغتياظها من انفتاح العلاقات ما بين قيادة حماس في غزة والقيادة المصرية سوى بالتشنيع على حماس واتهامها بالتوجه نحو إعلان غزة كياناً محرراً وفصله كلياً عن (إسرائيل)، وهي التهمة المبنية على خبر غير معلوم المصدر نقلته صحيفة الحياة اللندنية. بطبيعة الحال فإن قيادة فتح –وكعادتها في مثل هذه المواقف- لم تتوقف عند حدود ما نقلته الصحيفة بل زادت عليه بالادعاء والافتراض أن حركة حماس ترمي لفصل القطاع عن الضفة وإعفاء الجانب الإسرائيلي من مسؤولياته عن غزة، وأتمنى أن تتمعنوا قليلاً هنا في تفاهة هذا المنطق، وسخافة تلك الهجمة التي بدأت منابر حركة فتح شنّها على حماس، رغم أن الأخيرة أوضحت موقفها في بيانات وتصريحات رسمية، وهي لم تكن تلزم أصلاً للردّ على تفاهات منشؤها فقط محاولة المناكفة والإساءة لحماس وتلفيق اتهامات غبية لها. إن كانت مسؤولية الجانب الإسرائيلي عن غزة تعني إدامة حصاره لها فمرحباً بإدارة الظهر لهذه المسؤولية، وإن كان قطع التعاملات التجارية مع الكيان سيقابله فتح لعلاقات تجارية حرّة وغير محكومة بالمزاج الأمني مع الجانب المصري فمرحباً كذلك بالتخلي عن كل ما تشتريه غزة من وقود وبضائع من الجانب الإسرائيلي، فإسرائيل لا تتبرّع لغزة بفلس واحد ولا تدفع لها ثمن احتلالها، إنما تبيعها الوقود والبضائع بأثمان مضاعفة عن تلك التي قد تحصل عليها من الجانب المصري. وحين تتحدّث غزة عن توجه لإنهاء الحصار من البوابة المصرية فهذا لا يعني أنها قررت اتخاذ خطوة سياسية تعني الانفصال بغزة أو إعلانها إمارة مستقلة، تلك فقط تخرّصات الفاجرين الذين ما فتئوا يحاولون ستر قبحهم من خلال اختلاق أزمات إعلامية ورمي كرتها الملتهبة في الساحة الغزية لإشغال حماس بها وإشغال عموم الناس عن التفكّر في حال سلطة الضفة التي تمارس مهامها الإدارية والأمنية كدولة مستقلة فيما هي مستباحة من المحتل ومفككة الأوصال وتعوم فوق لجة من الأزمات! هؤلاء كلهم، لا يريدون لغزّة أن تنعم بالاستقرار، ولا أن تودّع بؤسها، أو تنهي حصارها. يريدونها فقط بقعة مضطربة ومسلوبة الحيلة وغارقة في المشاكل الحياتية اليومية. أما أكثر ما يرعبهم فهو شعورهم بأن التغيير السياسي في مصر سينعكس إيجاباً على غزة، وسيغنيها عن معابر الاحتلال وبضاعته، وسيحرم حكومة رام الله من جباية ضرائب السلع التي تدخل لغزة، وهي (أي حكومة رام الله) التي ظلّت تتفنن طوال الأعوام الفائتة في محاربة الناس في أرزاقهم ووظائفهم، وتحديداً تلك الفئة الموسومة بالانتماء لحماس! أتمنى على حركة حماس وحكومتها في غزة ألا تصغي لطنين المفلسين هذه المرة، وأن تمضي بقوة في جهود رفع الحصار، وتمتين العلاقات السياسية والاقتصادية مع مصر الجديدة، أما المأزومون وطنياً فهم آخر من يحق لهم الاحتجاج أو إبداء القلق الموهوم من تلك الخطوات، وإن كان حياؤهم الوطني قد انتفى فلم يعد يشغلهم بحالهم، فلا أقل من تجاهل عربدتهم الإعلامية، أو الردّ عليها بلغة لا تحتمل المجاملات، لأنهم لا يستحقونها!