16.68°القدس
16.24°رام الله
15.53°الخليل
22.28°غزة
16.68° القدس
رام الله16.24°
الخليل15.53°
غزة22.28°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

ميناء بتمويل عربي وهندسة أمريكية

حازم عياد
حازم عياد
حازم عيّاد

نشرت صحيفة هآرتس الصهيونية خبرا تضمن طلبا أمريكيا من الإمارات العربية والسعودية بتقديم مليار دولار لبناء ميناء بحري شمال سيناء يخدم قطاع غزة؛ خبر هآرتس ترافق مع أنباء تسير بالتوازي تتحدث عن مقترحات إسرائيلية لربط قطاع غزة بميناء أسدود وإنشاء ميناء بحري خاص لخدمة القطاع.

المقترح يتجنب تطوير البنى التحتية للقطاع ويبقيها رهينة بمشاريع إقليمية تبقي القطاع تحت رحمة الاحتلال وأجندته الإقليمية؛ في مقابل محاولات لإجهاض مقترح بإنشاء ممر بحري يربط قطاع غزة مباشرة بقبرص من خلال موانئ الجزيرة أو تطوير ميناء غزة وتفعيله.

ما نقلته صحيفة هآرتس يحمل في باطنه مخاطرة عربية (مصرية- خليجية) بتمهيد الطريق لصفقة القرن الهادفة لربط قطاع غزة بسيناء وإنشاء ميناء بحري لخدمة القطاع يلحق القطاع بالإدارة المصرية مخففا الأعباء عن الكيان الإسرائيلي؛ إجراء يسهم في تجنب تطوير البنى التحتية الخاصة بقطاع غزة وتحررها من هيمنة المشاريع الأمريكية والصهيونية.

فالمقترحات جلها تهدف الى تجنب حالة الانفجار المتسلسل الآخذة بالتفاعل في قطاع غزة كإجراء ملح ومستعجل؛ إلا أنها في مجملها نابعة من مبادرة أمريكية إسرائيلية مشتقة من توجهات استعمارية مستندة الى صفقة القرن الحاضرة تفاصيلها في المقترحات؛ والغائبة عن الإعلانات الرسمية لمهندسيها.

حالة الضفة الغربية لا تختلف فالاستحقاق البيولوجي للقياد الفلسطينية مسألة وقت ولا يمكن تجاهل تداعياته في حال غياب الرئيس محمود عباس عن المشهد السياسي والمترافق مع غياب البديل المقنع؛ فضلا عن حالة التدهور الأمني التي تعصف بين الحين والآخر في الضفة الغربية مقوضة استقرار الكيان وسيطرته المطلقة في الضفة الغربية؛ والتي تغذيها ممارسات الكيان الإسرائيلي وسياساته الاستعمارية الاستيطانية والتي امتدت الى المقدسات؛ ما يجعل من المقترحات المستجدة في قطاع غزة بمثابة محاولة لفصل المسارات السياسية في الضفة والقطاع وعزل الإقليميين كل على حدة.

الاحتقان في الضفة والقطاع الممتد الى أراضي الثمانية وأربعين أربك السياسة الأمريكية والإسرائيلية مفسرا التخبط في إدارة الملف الفلسطيني فالرغبة كبيرة في تخفيض حدة التوتر من خلال مقترحات بعضها يرتبط مباشرة بصفقة القرن؛ وآخر يمثل حلا اقل انسجاما معها ولكنها كلها حلول تسعى الى خفض التوتر وفصل المسارات وتمزيق البيت الفلسطيني وبأموال عربية؛ والاهم تجاوز حالة الانسداد في الأفق الذي تعاني منه كل من أمريكا والكيان الإسرائيلي والتي تصطدم بإرادة الغزيين في القطاع.

فالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة ومعها لفيف من الدول العربية تتحمل مسؤولية التصعيد ورفع الكلف على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية من خلال طرح صفقة القرن واتباع إجراءات استعمارية في القدس والضفة الغربية وتوتير المناخ في قطاع غزة والإقليم؛ أمر تسعى الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي الى تجنبه بالهروب نحو الى الأمام نحو الجوار الجغرافي لتجنب كلفه المرتفعة وهي هندسة أمريكية صهيونية قديمة باتت تعرف بمسمى صفقة القرن العليلة.