17.22°القدس
16.81°رام الله
16.08°الخليل
22.81°غزة
17.22° القدس
رام الله16.81°
الخليل16.08°
غزة22.81°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

انتهى الردع

fL5zj
fL5zj
يوسي يهوشع

(المضمون: اذا كانت السياسية التصريحة، وبالطبع العملية ايضا، لن تتغير، فستجد اسرائيل نفسها تجر الى مواجهة مع غزة في ظروف مريحة اقل، دون عنصر المفاجأة وضربة الافتتاح الاستراتيجية التي اوقعتها في حملتي الرصاص المصبوب وعمود السحاب - المصدر).

قبل أسبوع فقط من الذكرى السنوية الرابعة لبدء حملة الجرف الصامد، يمكن القول بشكل مسنود ان حماس نجحت في قلب المعادلة حيال إسرائيل – ليس فقط في التصريحات بل وفي الافعال.

ان الردع القوي الذي حققه الجيش الإسرائيلي في اعقاب حملة الجرف الصامد صمد ثلاث سنوات وعشرة اشهر. في الشهرين الاخيرين حماس هي التي تقرر القواعد على الارض. فهي تهدد وتنفذ ايضا – وإسرائيل تضطر الى الانجرار ورائها.

قبل اسبوع، بعد أن هاجم الجيش الاسرائيلي أهدافا لارهاب الطائرات الورقية، صرحت حماس عن معادلة جديدة، بموجبها سيرد على النار بالنار وردت بصلية صواريخ الى الاراضي الاسرائيلية. في اسرائيل وعدوا الا تنفذ هذه المعادلة وان الرد سيكون حادا – ولكن بالطبع لم يأت مثل هذا الرد.

وهكذا انتقلت المبادرة الى حماس التي تشد الحبل حيال اسرائيل، وتواصل اطلاق الطائرات الورقية الحارقة التي تحرق الاف الدونمات في غلاف غزة ومحاولات التسلل على الجدار. وفي ليلة يوم الثلاثاء ايضا حين رد الجيش الاسرائيلي بشكل طفيف جدا، كانت حماس هي التي رسمت حدود الجبهة. ما الذي حصل في ليلة الثلاثاء؟ اطلق الجيش الاسرائيلي النار على سيارة فارغة لنشيط في جهاز اطلاق الطائرات الورقية دون ايقاع اصابات بشكل مقصو – فردت حماس بالنار على طول الجبهة بشكل مدروس ومرتب لـ 13 قذيفة هاون. والنتيجة: أثبتت حماس بانها تقف خلف تصريحاتها وتحافظ على شارة ثمن الرد على كل نار إسرائيلية.

ودرء للشك، فالحديث يدور عن تغيير جوهري للمعادلة من السنوات الاخيرة، إذ ان الجيش الاسرائيلي كان يعرف في الماضي كيف يعمل في احداث لم تحافظ فيها حماس على التهدئة. اما القيادة السياسية، فمثل الجيش الاسرائيلي تحرص على الحفاظ على سياسة اعلامية اشكالية، بموجبها اسرائيل غير معنية بالمواجهة في غزة وحماس تستوعب ذلك وترد بشكل يتناسب معه بتطبيق معادلة القصف مقابل القصف. اذا كانت السياسية التصريحة، وبالطبع العملية ايضا، لن تتغير، فستجد اسرائيل نفسها تجر الى مواجهة مع غزة في ظروف مريحة اقل، دون عنصر المفاجأة وضربة الافتتاح الاستراتيجية التي اوقعتها في حملتي الرصاص المصبوب وعمود السحاب.