17.22°القدس
16.81°رام الله
16.08°الخليل
22.81°غزة
17.22° القدس
رام الله16.81°
الخليل16.08°
غزة22.81°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

نعم أنتم مُخْتَرقَون،،،

download
download
حيدر المصدر

تنبئ التقارير الإسرائيلية حول تعاظم إمكانات المقاومة الفلسطينية في مجال الجمع الاستخباري الإلكتروني بدخول عصر مواجهة جديد، لم يكن قائماً في السابق. فالحديث عن اختراقات لعدة أجهزة محمولة، وإقامة صلات مزيفة مع عسكريين من مختلف وحدات الجيش، يدل على نية كتائب القسام الذهاب إلى أبعد ما يمكن في هذا المضمار. ولعل الملفت في التقرير الإخباري الأخير الذي بثته التلفزة الإسرائيلية، هو توظيف جناح حماس العسكري  لمفهوم "الهندسة الإجتماعية"، بالتوازي مع أساليب أخرى، للحصول على معلومات قد تعتبر حساسة.

والهندسة الإجتماعية، لمن لا يعيها، هي نشاط نفسي للتأثير في سلوك الفرد، من خلال التلاعب بعواطفه، وإستغلالها بطريقة تسمح بكسب ثقته، من أجل الولوج إلى نظامه المعرفي، وتحصيل ما يمكن من معلومات غير متاحة. كما يمكن تنفيذها بشكل شخصي مباشر، أو عبر الهاتف المحمول، أو عن طريق البريد الإلكتروني، أو مواقع الإعلام الإجتماعي، وغيرها. فهي تختلف عن باقي الهجمات في إعتمادها على العامل البشري، كجسر يتم من خلاله العبور نحو المعلومة، بمعنى وجود شخص مقابل يتم استثماره لتحقيق الهدف. فالطواعية والإقناع عاملان اساسيان لضمان نجاح هذا النوع من الإستغلال النفسي.

إلى ذلك، يشير بعض المختصين إلى صعوبة تحقيق الهندسة الإجتماعية لأهدافها دون حضور معلومات مسبقة. فاختيار الأفراد الذين سيتعرضون لها شرط أساسي في تحديد نوعية المعلومات المراد جمعها. ومن هنا نستنتج أن قدرات القسام في مجال توفير أرضية معلوماتية مسبقة، تسهم في تحديد نوعية الأفراد المراد استهدافهم، قد تطور بدوره. ما يعني أننا أمام حالة استخباراتية متكاملة، لا تعمل بعشوائية، بل وفق منهجية منظمة، فيها تقاسم للمهام والأدوار، بشكل يثير فضولنا للخوض في مستوى القدرات الكامنة.  

وحتى نشبع فضولنا، لا بد من التعليق على نقطة أخرى، أوردها التقرير، حول إستخدام تطبيقات برمجية لإختراق أجهزة محمولة، بغية سحب بياناتها، وإستغلالها -دون علم حاملها- لحصد معلومات أخرى. هذا الأمر لا يدع لنا مجالاً للشك، أن إمكانات القسام في حقل الحرب الإلكترونية، وما يعنيه من استطاعة على تصميم برامج وتطبيقات ذات استخدامات استخبارية محددة، قد بلغ مراحل متقدمة، وأن منظومة للحرب الهجينة باتت تتشكل، ما يجعل حجم القلق الإسرائيلي مبرراً لدينا. فالقسام لم يعد ينفذ هجمات إلكترونية مفتوحة ذات طابع عشوائي General Access Attack، بل تطور ليصل مرحلة الهجوم المحدد Specific Targeted Access Attack، في دليل دامغ أن البيئة السيبرانية الإسرائيلية لم تعد محصنة.

وأخيراً، وبغض النظر عن التقرير الإسرائيلي، ينبغي التأكيد على تفوق إسرائيل الآني في مجال الحرب السيبرانية، ما يدفعنا للدعوة إلى عدم تضخيم قدرات مقاومتنا، أو فضح ما في جعبتها، بل إسنادها من خلال تقديم تقييم موضوعي للجمهور، وإلا وقعنا في فخ الدعاية الإسرائيلية، ونحن نعتقد أننا نحسن صنعا.