17.22°القدس
16.81°رام الله
16.08°الخليل
22.81°غزة
17.22° القدس
رام الله16.81°
الخليل16.08°
غزة22.81°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

هذا هو الواقع -معاريف

ex9Wg
ex9Wg
عاموس غلبوع

(المضمون: تصرخ العناوين الرئيسة "الاسد على الحدود" ولكنه لا يوجد أي جندي للاسد على خط الحدود أو قربه، ولا يوجد أي تهديد فوري او قريب على اسرائيل - المصدر).

 

          أتذكرون كيف صرخت وسائل الاعلام قبل فترة وجيزة "الايرانيون على الجدار"؟ أما الواقع فكان مختلفا: لم يكن أي ايرانيين على الجدار؛ أتذكرون كيف انه بعد اسقاط الطائرة الايرانية المسيرة، حذرت التحليلات الاعلامية من أنه بذلك تقلصت لسلاح الجو حرية عمله في سماء سوريا، وأخطر من هذا: ارتكبت اسرائيل خطأ رهيبا في أنها فتحت حربا ضد ايران المنيعة؟ مفهوم أن الواقع كان مختلفا. لماذا أذكر ما نسي من الماضي القريب؟ إذ في هذه الايام بالذات، تصرخ العناوين في الصحف كل الوقت على شيء ما بصيغة "الاسد على الجدار/على الحدود". وهكذا حاليا لا يوجد بعد أي جندي للاسد على خط الحدود او على مقربة منه. لا يوجد أي تهديد فوري أو قريب على اسرائيل.

 

          ما هو الواقع، وماذا يحصل في جنوب سوريا؟ بالفعل، قبل بضعة اشهر، بعد أن سيطرة على المنطقة في شمال شرق دمشق وجعلها خرائب، سيطر الاسد على القسم الجنوبي – الغربي من دمشق، والذي في مركزه مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. مئات الاف اللاجئين الذين كانوا فيه ببساطة فروا. وعندها قرر هدفا استراتيجيا جديدا: اعادة السيطرة على جنوب سوريا والوقوف في نهاية المعركة على الحدود الاردنية وعلى الحدود الاسرائيلية لهضبة الجولان. لهذا الغرض، حشد النظام السوري تقريبا كل الجيش السوري القائم (أقل من الربع مقارنة بقوته عشية التمرد في 2011). هو القوة المقاتلة الاساس. تلتحق بها قوات صغيرة من الميليشيات الشيعية بقيادة ايران، وكذا قوة لحزب الله. في الحرب الاعلامية الجارية كل الوقت، توجد مبالغة هائلة في حجم هذه القوات من كل الاطراف: الايرانيون يبالغون كي يوجهوا لاسرائيل اصبعا وسطى، والثوار معنيون باثارة اسرائيل، واسرائيل بالطبع لا تدس يدها في صحن المبالغات.

 

          النقطة الهامة والجوهرية في الحملة المرتبطة بروسيا، هي أن كل تخطيط الحملة العسكرية السورية هي للروس؛ تكاد تكون كل القيادة على الحملة هي روسية. هذه عمليا حملة روسية. وبالطبع، سلاح الجو الروسي في قصف عديم الرحمة، هو الذي رجح الكفة في الحرب الاهلية السورية في صالح نظام الاسد. دون تحفظات، دون آثار، دون قطرة توازن، دون أن احتجاجات من منظمات حقوق الانسان. هذا ما يفعلونه الان. المفارقة: في موسكو يهتفون لمنتخب روسي ضعيف، ولكن كذاك الذين يقاتل وكأنها ستالينغراد، وفي نفس الوقت طائرات القصف الروسية تدمر القرى وتحرك موجة من اللاجئين.

 

          للهدف الاستراتيجي هناك ثلاثة اهداف عملية: الاول هو السيطرة على المنطقة التي في ايدي الثوار، والتي توجد شمال مدينة درعا وشرقي الطريق السريع الى دمشق، والوصول حتى نقطة الحدود الاردنية قرب مدينة نصيب (مسافة عشرات الكيلومترات عن حدود هضبة الجولان). الثاني هو السيطرة على مدينة درعا (التي نصفها الجنوبي في ايدي الثوار) وتحقيق انجاز رمزي بذلك، اذ هناك اندلع التمرد ضد الاسد. والثالث، هو السيطرة على كل المنطقة التي غربي الطريق السريع، وهي هضبة الجولان السورية المعروفة لنا (القسم الجنوبي في ايدي داعش). صحيح حتى يوم امس، جيش الاسد بقيادة روسية استكمل معظم الهدف العملي الاول، ولكنه لم يصل بعد الى الحدود الاردنية. لا تزال امامه المعركة لاحتلال درعا، وبعدها هضبة الجولان. هنا، بخلاف الهدفين الاولين، القصة ليست بسيطة، لانه توجد هنا اسرائيل. وعن هذا في مقابل منفصل.