21.12°القدس
20.88°رام الله
19.97°الخليل
22.84°غزة
21.12° القدس
رام الله20.88°
الخليل19.97°
غزة22.84°
الأربعاء 14 مايو 2025
4.74جنيه إسترليني
5.02دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.98يورو
3.56دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.02
جنيه مصري0.07
يورو3.98
دولار أمريكي3.56

خبر: إفطار الصائمين .. أجر يتسابق عليه الغزيون

[color=blue][b]خاص - مراسلنا[/b] [/color] في شهر رمضان من كل عام ، شهر الخير والبركات والعبادات والطاعات ، تكثر في المجتمع الغزي عادات كثيرة ، ويرسخ في التعامل فيما بينهم أساليب جديدة ، حيث يتسارع الناس في قطاع غزة إلى تطبيق قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم " من فطر صائما فله مثل أجره " ، ليرسخ سكان القطاع هذا الحديث الشريف واقعا عمليا ، ولتكثر بهذا الشهر موائد إفطار الصائمين الجماعية ، والتي تهدف بمجملها إلى اغتنام الأجر ، وفي أغلبها كصدقة عن أرواح الشهداء والأموات . لم يقف أصحاب الهمم العالية عند اغتنام الطاعات الشخصية في رمضان ، بل بحثوا عن باب تتضاعف فيه الأجور ، فلجئوا إلى إفطار الصائمين ، أملا في الحصول على أجرهم ، وتطبيقا لسنة رسول الله صلى الله عيه وسلم . أهالي الشهداء تعودوا في كل عام على إحياء هذه السنة ، وإقامتها في المساجد المجاورة لهم ، باعتبارها صدقة عن روح شهيدهم ، عَلً أجرها يصل إليه ، فكانوا أصحاب النصيب الأكبر في هذه العبادة . ومن هؤلاء عائلة الشهيد عمر الجمل من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والتي استشهد ابنها عام 2004 ، أخذت على عاتقها إقامة إفطار جماعي للصائمين في كل عام في حال توفرت الظروف المادية لديهم ، وبحسب ما تقول والدة الشهيد فإن هذا العمل بمثابة صدقة عن روح ابنها عمر ، أملا بأن يصل أجرها إلى ابنها الشهيد . كما أخذت عائلة الشهيد بكر العصار من مخيم النصيرات التي استشهد ابنها عام 2006 ، على عاتقها إقامة إفطار جماعي للصائمين في كل عام بمسجد الفاروق المجاور لبيتهم ، حيث يشير شقيق الشهيد محمد إلى أن هذا الافطار صدقة عن روح أخيه بكر ، وهو من خير الأعمال التي تسن في شهر رمضان ، لما لها من أجر كبير ، فمن فطر صائما فله مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا . أما عائلة الشهيد محمد البابلي أيضا من سكان مخيم النصيرات فكان لها شرف السبق بالعمل بهذه السنة الحسنة كما كان لها شرف الشبق باستشهاد ابنها محمد خلال تصديه لاجتياح صهيوني عام 2003 ، ويقول شقيقه أحمد " نشعر براحة كبيرة عندما نقيم افطار عن روح شقيقي محمد ، حيث أننا نستشعر أن الأجر سيصل إليه ، وأن حبل الإخاء الذي بيننا ما يزال متصلا " . كعادتهم أهل الطاعة أخذوا على عاتقهم تشجيع بعضهم البعض على اغتنام أجر إفطار الصائمين ، حتى أصبحت عادة في كل عام يسن القيام بها . الشيخ بهاء الدين الجمل أحد خطباء ووعاظ المحافظة الوسطى نوه الى أن إفطار الصائمين عبادة حسنة تحولت الى عادة حسنة عند معظم سكان قطاع غزة ، لما لها من أجر عظيم في نفوس الصائمين ، ولما لها من أثر كبير في زيادة التلاحم الأسري والمجتمعي ، مثمنا هذه الإفطارات التي يجسد الناس فيها مبدأ التلاحم الواحد ، ويتحسسوا من خلالها بعضهم البعض ، ويطبقوا قول النبي صلى الله عليه وسلم . وفي ذات السياق اعتبر الشيخ الواعظ محمد حمد هذه العبادة خطوة مهمة تساهم في تجسيد أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين ، كما أنها تعمل على تفقد المحتاجين الذين يصعب عليهم توفير إفطارهم بشكل يومي ، وطالب الجمعيات الخيرية بضرورة تحسس الفقراء والمحتاجين ومد يد العون والمساعدة لهم في هذا الشهر الكريم . لعل من قدر الله عز وجل أن تكثر هذه العبادة في شهر الخير والبركات ، لما لها من دور كبير في التخفيف من وطأة الحصار الصهيوني على قطاع غزة ، والذي زاد بدرجة كبيرة جدا نسبة البطالة بين الغزيين ، ونسبة الفقر التي فاقت بوصفها كل المقدرات ، لدرجة أن أصبح كثير من المواطنين يعتمدون في معيشتهم على المعونات الانسانية ، حيث إن المتحسس لأحوال المسلمين على أرض فلسطين ، يجد وبصورة ملفتة للنظر أن هذه العبادة تكثر في شهر رمضان ، وقلما تجد إنسان لم يشارك في هذه الافطارات ، لتتحول هذه العبادة إلى عادة حسنة ، ترسخت في قلوب أهالي قطاع غزة ، وساهمت في تخفيف الحصار ، وغرست تقاليد حسنة لشعب محسن كريم .