الحكومة الاسرائيلية قررت استهداف المجتمع الفلسطيني برمته والذي هو مجتمع ضحية لهذا الاحتلال، مجتمع الاسرى والشهداء والجرحى واللاجئين من خلال قوانين عنصرية تعسفية غير مسبوقة معادية لحقوق الشعب الفلسطيني ولحقوق الانسان والعدالة الانسانية.
حكومة الاحتلال اقرت قانون احتجاز عوائد الضرائب الفلسطينية تحت حجة ان السلطة الوطنية تقدم الاعانة والدعم والمساندة الاجتماعية والانسانية لعوائل الاسرى والشهداء والجرحى، لتكون القرصنة والسرقة تحت غطاء القانون، وابعد من ذلك استهداف المركز الشرعي والقانوني للاسرى والشهداء والمناضلين الذين قاتلوا وضحوا من اجل الكرامة والحرية وحق تقرير المصير.
تسعى حكومة الاحتلال الى نزع مشروعية نضال الشعب الفلسطيني ورموزه الاسرى والشهداء ووضعهم في اطار المجرمين والارهابيين لتخرج بريئة ونقية ونظيفة من دمنا ونكباتنا وآلامنا وكوارثنا المستمرة التي تسبب بها وجود اطول احتلال في التاريخ الحديث ، والذي أصبح ارقى اشكال الارهاب في المنطقة والذي يرتقي اكثر نحو الفاشية ونظام الابرتهايد.
تعتقد حكومة الاحتلال التي تتصرف كعصابة في منطقة الشرق الاوسط ان تجويع البشر سوف يدفعهم الى الاستسلام والطاعة والرضوخ والتنازل عن المباديء والقيم والحقوق والكرامة، وهي التي استخدمت كل وسائل البطش ضد شعبنا ولم تجد سوى المزيد من الصلابة وصوت يدوي خلف القضبان الجوع لا الركوع.
الجوع دائما يخلق الثورة ، والجوع دائما فيه غذاء للروح والتمرد والتعطش للانسانية والحرية وكسر القيود، وسوف يخرج الجوعى الى الشوارع ، ويخرج الاسرى الى الحرية، هناك دم في العروق، وهناك ملح وماء وأجساد تشتعل في ليالي السجون.
عندما يجوع الضحايا ، وتحولهم حكومة الاحتلال الاسرائيلي الى عبيد وشياطين وبشر مسلوبي الارادة لن يحظى المحتلون بالهدوء والسيطرة، سيجدون على ابواب بيوتهم وحواجزهم وفي مستوطناتهم اشباح شهدائنا ودماءهم، وسيسمعون طرقات ايادي الاسرى تهزّ كيانهم وحياتهم، لن يطلبوا الخبز وتحسين شروط الاحتلال، بل الحرية والاستقلال، انهم جوعي الى خلاص من الذل والقمع والعنصرية.
قال الشاعر معين بسيسو : ما دمنا على الاسلاك نبيت ونجوع، لن يتمدد العالم فوق سرير ، هذا العالم أكل طويلا لحم فلسطين ، فيا سود ويا بيض ويا حمر ويا صفر العالم كونوا معنا الآن، نحن سنعطيكم شرف الانسان وشهادة ميلاد الانسان ، نحن سنعطيكم اسم الانسان.
عندما يجوع الضحايا ، ستجوع دولة الاحتلال الاسرائيلي، فالجوع فيه طاقة الذكريات وحركة أرواح الشهداء والمعاني السامية للآلام والعذابات ، الدم فوق وجوه الجلادين، والقتلة سيظهرون من مخابئهم ومعسكراتهم ، الشهداء يخرجون من التوابيت ، واليوم القادم من عمر الاحتلال لا تعرفه تل ابيب.
عندما يجوع الضحايا، يصير الجوع مسدس، يصير حجرا، يصير اغنية او قصيدة، يمشي كطفل الى المدرسة، يصعد طائرة ورقية مشتعلة على حدود غزة، ذاك الذي سقط شهيدا استبدل رغيفا بقنبلة، وذاك الذي وقع اسيرا دق الف حائط ليرى القمر.
عندما يجوع الضحايا، هذه مناسبة للمقاومة وهذه مناسبة لزراعة الزهور، وهذه مناسبة للوصول الى غزة ويافا، وهذه مناسبة للمغني والسياسي والمثقف، وهذه مناسبة للبحر كي يفتح امواجه وللارض أن تلم جسدها الممزق، وهذه مناسبة كي نفرق بوضوح بين مرحلتين ولغتين ونتوحد في الرؤية والنشيد.
عندما يجوع الضحايا، هناك صوت للبرتقالة وللغزالة، صوت لأسير يتعذب في الزنزانة، صوت ام شهيد لازالت تحفظ الرسالة، هناك عرس بين الشهداء والشجر، وهناك مطر في السجون، البحارة الجوعى يأكلون طيور النورس الجوعى، الشواطيء تعلن الاضراب، المعاقون يستعيدون اطرافهم و ينهضون.
الضحايا الجوعى يكتبون الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ما حذرهم به محمود درويش في الستينات
سجل برأس الصفحة الاولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكني اذا ما جعت
آكل لحم مغتصبي
حذار حذار من جوعي
ومن غضبي