شكلت "وحدة الطائرات الورقية" هلعا كبيرا تعيشه دولة الاحتلال الاسرائيلي، بل كانت سببا في خلافات داخل الحكومة الامنية حول طريقة التعامل معها.
تخيلوا معي عبقرية غزة واهلها وصمودها، فألعاب الاطفال (بالون وطائرة ورقية) تتحول بقدرة قادر الى سلاح هجوم وردع وتفاوض يصب في مصلحة الجانب الفلسطيني.
الكيان الغاصب، بجبروته، تتبادل اركانه الاتهامات حول كيفية التعامل مع اطفال غزة بسلاحهم الجديد، واعتقد جازما انهم قلقون اكثر من احلام هؤلاء الصبية، ومن تعبئتهم التي تقول "إننا فلسطينيون وعائدون".
الاهم، ان غزة، بجمهورها، ومقاومتها، وحماس، تمكنت من جعل النقاش يذهب الى كيفية وقف الطائرات الورقية ومن قبلها مسيرات العودة، مما جعل سلاح المقاومة هادئاً، بعيداً عن النقاش والحوار.
الوسيط المصري يتحدث عن الطائرات الورقية، والحكومة الامنية تطيل النقاش عن البالونات الورقية، وكل ذلك يثبت ان المقاومة قادرة على تخليق الأدوات بشكل متناسل وبالتالي انتاج خيارات اخرى وهوامش مناورة.
ان يقف المقاوم في غزة، ويقول لن تتوقف مسيرات العودة والطائرات الورقية ما دامت غزة تعاني ومحاصرة، لعمري تلك ابداعات خلاقة، جعلت سلاح المقاومة والموقف السياسي في أمن من النقاش لفترة معقولة.
مرة اخرى، أكررها، غزة يجب ان تُقرأ بعناية متناهية، يجب ان نعرفها اكثر من زاوية، كيف يصمد هؤلاء رغم الحصار، كيف يستمرون، كيف يبدعون بهذا الشكل.
الاجابات تحتاج لفسحة اكبر، لكن ما يبدو، ان رواية الناس ورواية من يحكمهم في غزة تتطابق، وهنا يسهل الصبر والصمود، ويظهر الانتاج والابداع، وعليه أوقع ان غزة تعيش عبقرية ملفتة للنظر.