أثار الفيلم الذي عرضه حزب الله عبر فضائية الميادين حول تفاصيل عملية الوعد الصادق ردود فعل (إسرائيلية) متباينة تتلخص في أن حزب الله يحاول اعادة انتاج صورته بسبب مواقفه من الثورة السورية, في حين رأى آخرون ان المشاهد التي عرضت لأول مرة اعادت فتح الجرح (الإسرائيلي) مجددا سواء لناحية الاخفاق الكبير الذي رافق عملية قتل واسر الجنود او ما تلاها من عدوان في تموز 2006 . دولة الاحتلال خسرت في هذه المواجهة 3 مرات, الاولى في نجاح عملية الوعد الصادق وتفاصيلها المثيرة كما كشفها الشريط, والثانية الاخفاق في حرب تموز, وثالثا عندما نجح حزب الله في اجبار الاحتلال على تنفيذ صفقة تبادل اسرى لبنانيين بينهم سمير قنطار مع رفات جنديين (إسرائيليين). في المقابل لعبت قضية تبادل الاسرى مع حماس مقابل الجندي الحي جلعاد شاليط بعد نحو 5 سنوات من عملية الوهم المتبدد دورا أكبر في التأثير على الرؤية السياسية والامنية (الإسرائيلية) اتجاه عمليات الاسر وقدرات المقاومة, وتحولت المعركة ابتداء من الاسر مرورا بالحرب الاستخبارية بين كتائب القسام واجهزة امن الاحتلال وانتهاء برضوخ قادة الكيان لصفقة التبادل, تحولت الى دبوس في عنق قادة الجيش والسياسة "يوخزهم" كلما نظروا نحو غزة. عندما تنتهي العمليات والمفاوضات وتنتهي الصفقات سواء مع حزب الله او حماس تبقى المعارك الاعلامية التي تستهدف الجبهة الداخلية, وتستثمر كل صورة وكل مشهد لناحية هزم العدو مرات ومرات. لدى حماس ليس شريط فقط بل لديها نموذج حي يتمثل في الجندي جلعاد شاليط الذي تحرر مقابل الصفقة, في حين دفن رفات الجنديين الداد ريغف واودي غولدفاسر اللذين كانا في قبضة حزب الله. بقاء شاليط على قيد الحياة بمثابة شريط يتكرر كل يوم امام أعين قادة الاحتلال والجمهور (الإسرائيلي) ولهذا اعترف "دافيد ميدان" مبعوث رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو في مفاوضات صفقة شاليط خلال محاضرة مغلقة ألقاها في (تل أبيب) الجمعة الماضية أن الاحتجاجات الاجتماعية العام الماضي لها الأثر الكبير على قرار نتنياهو بالموافقة على صفقة شاليط. وأفصح "ميدان" عن تفاصيل كثيرة عن المفاوضات التي جرت مع حركة حماس وعن اقتراحات الوساطة وعن غيرها من التفاصيل التي نشر معظمها الإعلام، مشيراً إلى أنه بعد عشر سنوات من الآن لن يقال أننا أطلقنا سراح فلسطينيين بل الشيء الوحيد الذي سنتذكره هو أننا قمنا بإطلاق سراح الجندي شاليط. كما انتقد "ميدان" الفشل الاستخباري (الإسرائيلي) فيما يتعلق بموضوع شاليط قائلاً "إنه ومنذ فترة أسر الجندي شاليط وحتى انتهاء ولاية رئيس الوزراء السابق أيهود أولمرت فإن الاستخبارات (الإسرائيلية) لم تعرف شيئاً عن مكانه أو حتى عن شاليط نفسه ومن يعتقله.. الوضع الصحي له"، مفضلاً عدم الإفصاح عن سبب ذلك الفشل. معركة صفقة الاسرى انتهت لكن المعركة الاعلامية والحرب النفسية لم تنته, ويجب ان يكون لدى حماس ايضا شريطها الذي تبثه في الوقت المناسب لتذكير شاليط والجنود في جيش الاحتلال بالثمن في حال كانت هناك مغامرة مع غزة. كما يجب ان تصل الرسالة للأسرى في سجون الاحتلال بان قضايا المعابر والكهرباء والحكومة والوزراء لن تشغل رجال المقاومة عن تبديد الوهم مرة اخرى.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.