أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الأربعاء، عن ترحيب بلاده بـ"أي مبادرة لحل أزمة النزوح"، مشيرًا إلى أن لبنان يرفض في الوقت نفسه "أي مشروع توطين للاجئ أو نازح".
وقال عون، في كلمته خلال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "لبنان حاول قدر إمكاناته تأمين مقومات العيش الكريم للنازحين، ولكن الأعداد الضخمة وتداعياتها على المجتمع اللبناني من نواح عدة، تجعل الاستمرار في تحمّل هذا العبء غير ممكن".
وأضاف: "بما أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمنًا، تحدثت عن العودة الآمنة للنازحين إلى بلادهم، وميّزت بينها وبين العودة الطوعية، فالسوريون الذين نزحوا إلى لبنان ليسوا بلاجئين سياسيين، فمعظمهم نزح بسبب الأوضاع الأمنية أو لدوافع اقتصادية".
ويقدر لبنان عدد اللاجئين السوريين على أراضيه بنحو مليون ونصف، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من ذلك.
وتشكو السلطات اللبنانية من ضغط اللاجئين على موارد البلاد المحدودة، في ظل مساعدات دولية غير كافية.
وتابع عون: "موقف لبنان الساعي لتثبيت حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين إلى أرضهم، رافض قطعًا لأي مشروع توطين، سواء لنازح أو للاجئ".
ولفت إلى أن بلاده ترحب "بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 20 يوليو/ تموز الماضي، إرسالها مقترحات مفصّلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تنظيم عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وأوضحت أن المقترحات تتضمن تنظيم مجموعة روسية أمريكية أردنية لإعادة اللاجئين من الأردن إلى سوريا، وأخرى مماثلة بخصوص لبنان.
وفي سياق متصل، شدد الرئيس اللبناني على أن "المقاربات السياسية الدولية للشرق الأوسط تفتقر الى العدالة، ما يجعل مفهوم الديمقراطية في الدول التي تُعتبر رائدة فيها موضع شك لدى شعوبنا والقضية الفلسطينية هي خير تجسيد لهذه الصورة".
وتساءل عون: "لماذا أتى قرار حجب المساعدات عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)؟ فهل انتهت معاناة اللاجئين لينتهي دور أونروا أم أن الهدف من تعطيل دورها هو التمهيد لإسقاط صفة اللاجئ، ودمجه في الدول المضيفة لمحو الهوية الفلسطينية وفرض التوطين؟".
وتعاني الوكالة الأممية "أونروا" من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار أمريكي، بقطع مساعداتها بشكل كامل، نهاية أغسطس/آب الماضي.
ويقول لبنان إنه يستضيف 592 ألفًا و711 لاجئًا فلسطينيًا، من أصل أكثر من 5 ملايين فلسطني في الخارج بحسب أرقام ديسمبر/ كانون أول 2016، فيما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى "أونروا" 459 ألفًا و292 لاجئًا، حتى مارس/ آذار 2016.